نزار حسين راشد - حكاية قبل النوم

لطالما أضحكتُُك وأبكيتُك بحكاياتي التي لم أحكها لأحد غيرك، وكأنها سرٌّ نتقاسمه بيننا، فهل أدخلت حكاياتي لقلبك السعادة، هل أسعدتك؟

هل قالت لك شيئاً جديداً عن العالم؟ هل فتحت لك حجراته السّرّية، هل أشبعت فضولك، هل دغدغت أحلامك، هل أيقظت في قلبك حب الحياة، هل جعلتك تنتظرين حكايةً جديدةً كل ليلة، قبل النوم؟

لماذا إذن أطفات النور ورجعت إلى غرفتك المعتمة؟

لماذا أعدتِ إلى قلبك الخوف وأسكنت فيه ظلام الخشية؟ لماذا تحولت شجاعتك جبناً؟ لماذا استسلمت لغباوات الحياة، ونزلت إلى طوابقها السفلى؟

أحببتك حمامة مُحلّقة،تذهب بعيداً وراء كل أفق،

لتواصل مغامرة الإكتشاف،لا عصفورةً في قفص!!

فالحرية إغواء لا يقبل المساومة، والبدر لا يتجلّى إلا في عنان السّماء، هكذا يطل بوجهه الممتليء طفولة، مستعيراً إشراقة وجهك، ولآلئه الوضيئة!

سأكتب حكاياتي وأدسها تحت وسادتك الناعمة، لتقرئيها قبل النوم، وإن لم يكن مقدّرٌ لنا لقاء ، فالأرواح تلتقي خارج قيود المكان، والحكايات تتسلل لفضاء الأحلام، وتشيع فيه الغبطة، وتؤمله بقادم الأيام، فالعمر حكاية لا بد أن تحكى، وما كان لا يمكن أن يُنسى، وإن أغفلت تسجيله الأقلام، وجد له مجرى في القلوب والأحلام!

هكذا يبدع الخيال الحكاية، ويتصدّر سطورها بزي الإمام!

في زمن كانت فيه خطواتنا تتسابق، وأفكارنا تتعانق، ونملأ الثغرات بالتفاصيل لنكمل الحكاية، ونُلبسها ثوبها الجميل ونطرزها بحرير الآمال!

وحتى حين يتوقف القطار حيناً، فهي محطة يجدد فيها رفقاء السفر عهدهما على المضي قدماً، حتى نهاية الرحلة، فلا عاشق يترجل في منتصف الطريق، ليذرف دموع الندم!

فدعينا نحفر شيئاً في ذاكرة الشجرة، نسجل أسماءنا من جديد ونعيد بدء الحكاية!

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى