نزار حسين راشد - مشروع لم يكتمل..

كُنتِ على وشك أن تصبحي بطلة روايتي الجديدة التي سيحولها مخرج مفتون إلى فيلم سينمائي، ولكنك تنازلت عن الدور بمحض إرادتك،وتواريت وراء المشهد، سحبت حضورك بعيداً عن ضوضاء الورشة، وتركتني ضائعاً بين الوجوه، أبحث لك عبثاً عن شبيهة، لأكتشف أن ليس هناك شبه بين الوجوه ، ولأكتشف أن الوجه ليس رسماً وخطوطا، ولكنه تلك التعابير الحميمة، التي تلقي إليك بحبال الود وتمهر حضورك بإمضاء القبول.

كيف يمكن أن يتحول الحُبٌّ إلى خشية، إلى رهاب من التورط، وينتهي بالتقهقر والإنطواء؟

وهكذا وضعتِ بعزوفك نهاية للحكاية، وكتبت سطرها الأخير بحروفٍ صامتة!

لقد أجلستني حائراً في منتصف الطريق، لا أدري من أين أواصل رحلتي.

رحلت دون كلمات، دون مناديل وداع، رحيلاً أنيقاً مختصراً كنقطةٍ في آخر كتاب، وتركتني واقفاً هناك، عارياً من التفاصيل ، مختصراً في نقطة واحدة، بلا رواية لا أرويها.

كل تلك الفصول، تطايرت أوراقها في خريف الفاجعة، في ذهول العاصفة، النهاية التي لم تترك وراءها إلا الفراغ.

صفحة بيضاء ناصعة، ساطعة كشمسٍ بلا ظلال.

قانون الطبيعة يرفض الفراغ، فما أن أشيع الخبر، خبر اختفائك الغامض وراء الكواليس، حتى هُرعوا إلي كطيور ظامئة،لمحت بأبصارها الحادّة حافة بحيرة!

وجوه تبحث عن دور انتظرًته طويلاً، في غمرة حياةٍ مجهولة،ْ على ضفافٍ نائية، لم يلتقط أحد لها صورة، ولم يحدث لها أحد ذكرا، فظلت ثاوية في طوايا النسيان.

تركتُ بعضهم يموج في بعض، وهم يحاولون تقمص صورتك في عرض بهلواني، وانهمكت أبحث لصورتك عن إطار، أنصبه في ثنايا الذاكرة، حتى لا يضيع في المشبّهات.

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى