محمد عبد الوكيل علي جازم - الآن في الغرفة البيضاء..

الآن في الغرفة البيضاء
يدور حوار صامت بيني وبين الستائر
كلما نظرت إليها رأيت الذين
غادروني إلى الأبد.
كنت أعيش بصحبتهم دائما
الأصدقاء الذين ماتوا وكنت نسيتهم
انا الآن وحدي.
طيف اسطورة كان يحدثني
قبل قليل..
كيف سأودع الحياة ولم أصل
إلى أريد
هناك أشياء كثيرة لم أعملها بعد
الحجرة مكتظة بالزوار الجدد
الزوار القدامى
جميعهم يتلفعون بالأبيض
قلت لهم في لحظة إمعان بالحياة
وانا اين ثوبي؟
نعم أحس بأنني اقتربت من أبي
الذي مات قبل عقدين
ولكن ماذا أصنع لابنائي
انهم ينادونني في كل لحظة
وكلما سمعت اصواتهم أنهض من السرير
الأبيض
أقول لهم ما الذي تبقى ولم اصنعه
يقولون لي كل شيء كل شيء
المرأة التي أحبها
تتجول في الغرفة حافية
وترتدي ثوب ابيض
مر الزمن سريعا
ها أنا مجرد كسور
حطب مبتل بالحكايات القديمة
حطب لا ينفع للاشتعال ابدا


* ٢٢ ديسمبر في مثل هذا اليوم غادرت اليمن منذ ثلاث سنوات عام
٢٠١٦م

محمد عبد الوكيل علي جازم
  • Like
التفاعلات: بسام المسعودي

تعليقات

أعلى