ناصر الثعالبي - حكاية لاجئ سياسي -5-

5 - حميد ألماصخ
لم يكن لديّ ألوقت لأعد أيام بطالتي ، للتو خرجت من ألسجن ، تناثرت أيامي بين ألسفر بين ألبصرة وبغداد، أملا في أحتساب سنوات ألسجن سنوات عدم رسوب في دراستي. فخالي ألذي علقت عليه ألآمل في ذلك ،وألذي كان مفتشا عاما في وزارة ألتربيه، خائفاً لمرافقته شاباً من ذوي ألميول ألهدامه ،هكذا كانت في ذلك ألوقت تسمية ألمناضلين في سبيل ألحرية من قبل ألأمن وأجهزة ألشعبه ألخاصه- لكن ألخال لم يتنصل من رابطة ألدم فحمل مخاوفه سوية مع ألطلب ألمقدم من أجل عودتي للدراسه،أحتضنتني شوارع بغداد ألمكتضه وألفاظ بعض شبابها ألجارحة أحيانا ،كانت هموم ألخدمة ألعسكرية ألتي على ألابواب ،في حالة حسبان سنوات ألسجن سنوات رسوب. في مديرية ألشهادات أشار أحد ألموظفين للخال أن يقدم ألطلب للموظف ألجالس في زاوية ألغرفه. خرجت لتفادي أسئلة ربما تضايقني . جاء ألخال مستبشراً. تفضل يا مناضل ،هذي وثيقة عدم رسوب . بيني وبين ألبصرة سنوات من ألغبار ورياح ألسموم وألرطوبه. اعادني لطفولتي سؤال: لماذا يلتصق حذائي ( ألباتا ) في قير ألشارع عند ذهابي ألى مدرسة ألتميميه على الجانب الشرقي لشارع دينار ؟؟

دخلت ألى ثانوية نقابة ألمعلمين ألمسائيه ،تعرفت على هدامين جدد ، كان بينهم ألعامل حميد ألماصخ.
كان عاملاً متنوراً ثورياً. و مسؤوله ألشهيد خزعل مثقفا ثوريا أختلف معه عندما وقع حزبهما تحالفا مع ألبعث ألذي سمي ب(ألجبهة ألوطنيه وألقوميه ألتقدميه) حميد لم يرضَ أن يكون حزبه خاضعا لقيادة ألبرجوازيه كيفما سميت! منذ وقت دخوله في باب السياسه المفزع ،ومنذ أجتماعه ألاول كان مسؤوله يقول أن حزبه هو ألطليعه ألثوريه للطبقة ألعامله ،وهو حزبها ألمدافع عن مصالحها ألطبقيه. ثم إنه يعرف سلوك وأخلاق هؤلاء ألحلفاء. كان يردد دائما (وألله هذوله ينطرحون للغلب) لم يصدق حميد غير ألعمال جماعته .

لم نعد نرى حميد كثيرا،ولكنه كان يزورنا أحيانا ، ألحديث معه شجيا ، أليقظة ألثوريه عنده هواجس متلاحقه . كلماته بسيطة حين يشرح مفهوم ألتاكتيك وألستراتيج يختصرهما ب (سطح أو درج) لن تستطيع أن تصعد ألسطح إلا بدرج وألدرج يختلف عن غيره كل حسب صانعه! أتساع أو ضيق ألمسافة بين ألواحه أو قطع إسمنته. وأرتفاع وأنخفاض ألأسطح وظروف بنائها .

أصاب ألأندهاش ألشهيد خزعل فحميد لم يسدد بدل إشتراكه. قالها بألم :
أحميد ما طانا إشتراكه هذا ألشهر؟؟
عرفت من خلال تصغير ألاسم بإنه غير مرتاح ،هذه طريقته في ألتعبير عن إنزعاجه
ثم أردف قائلا يمكن إحميد بطّل ؟
أردت مناكدة ألشهيد خزعل:
أدري خزعل أتطبون بجبهه وي هالأنذال وتريد إحميد يدفع ؟

بعد يومين دعانا حميد إلى بار( ركن ألدين،هكذا اسمي بار الركن الهادئ) في شارع ألوطني بأعتباره قابضا راتب.
حين شربنا مد حميد يده ليخرج مظروفا سلمه للشهيد خزعل. نظر خزعل ألى ألمظروف وعلامات ألتوجس تشد وجنتيه قائلا:
حميد شنو هذا ألَظرف رسالة إستقاله؟؟
رشف حميد ما بقي بكأسه قائلا : لا..لا .هذي قراية فاتحه للرفيق فهد !!

قيل ان حميد الماصخ إستشهد دفاعا عن افكار فهد الذي قرأ فاتحته عام 1973




بهدنان1980 كلي كوماتا
  • Like
التفاعلات: محمود حجازي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى