مصطفى الشليح - طارَ وَحَطَّ.. كنْ للسَّماء

1.
هلْ تركتَ يدا للنَّخيل
تقولُ له: هلْ تداركتَ ما كانَ لكْ
المكانُ إلى عرباتٍ تسيرُ الهُوينى .. بَعيدا ؟

2.
حجرٌ في الطريق
تململَ يَنظرُ، عبرَ الجهاتِ، إليكَ
أكنتَ سَترفعُه كيْ يَكونَ نشيدا به حجرٌ للطريق ؟

3.
الصَّحائفُ تخرجُ سرًّا
من الليل. قلتَ: سأعبرُه يا أنا
كيفَ ؟ هاتِ يَمينَكَ قبلَ الخروج إليك كتابا

4.
لا تردَّ إذا ما سُئلتَ
ورُدَّ على السَّائل المُتشائل مَوسمَه
باقترابكَ من لغةِ الصَّمتِ إما اغتربتَ مجازا

5.
سُلَّ غربتكَ الضاحكة
منْ رنين البُكاء إذا وقعتْ دمعةٌ
وهْيَ تنزع عُمرا عن الذاهبين إلى الأقنعة

6.
هيَ أقنعةٌ كالمرايا
تُطلُّ على رجعها. للزوايا مَداراتُه
وبها اشتعلتْ سُدفةٌ تتصاعدُ خوفا إلى ضدِّها

7.
لا. هُنا أرصفة
تتجوَّلُ، في ضدِّها، غيرَ آبهةٍ
بالمَراكبِ، والبَحرُ قرصانُ ظلٍّ، ولي أرصفة

8.
ضاقَ بالزُّرقةِ الناسية
عُمرَها، في يدي، خائطُ الخرقةِ الرَّاسية
سأقولُ : ابحُري في انتباهِ النَّوارس للنَّجمةِ الماسية

9.
ضقتُ بي فاستبحتُ السَّماءَ
أتيتُ إليَّ بها. قلتُ: ما البَحرُ في المُنتهى ؟
طارَ سربُ الحمام وحطَّ على جَبهةِ الماءِ: كنْ للسَّماءْ

10.
.. فهل انفرطتْ سُبحةٌ هيَ لكْ
أم المنتَهى شبَّ غيبا وحبَّاتُه سُبحةٌ هيَ لكْ ؟
هُزَّ منكَ النَّخيلَ ترَ الخيلَ سابحةً في بداياتِها. هيَ لكْ ..


مصطفى الشليح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى