أحمد دياب - المعماري الذي صمم هذه البناية..

المعماري الذي صمم هذه البناية
كان يرى الشغف فى عيوننا
والغرام الذي قتلنا ببطء
فيشد كل زاوية على هيئة قلب
وسراديب على هيئة أوردة
متنا في بعضنا
وحتى الان لم يشيعوا هذا الفرح
كنا نخرج إلى طرقة
ونصيح
نبحث عن مفتاح الإضاءة
الذي يشبه أنف طفل يتيمٍ
أقول اسندي عليَّ ..
لابد أن نصل إلى هذا الكرسي
في الغرفة الوسيعة
هنا ضوء
ترهلت أعضاؤنا يا حبيبي
طبعاً
قولي إن لم تكن تحللت أصلا
كان الضوء يسحبنا إلى رغوة الوحدة
فليس غيرنا هنا
لو ظلت هذه الرعشة أكثر من ذلك
سيكون هناك أملُُ كبيرُُ
لا مياه
الصدأ الوحيد هو الدهان الرسمي للحوائط
العناكبُ كائنات غيرنا / صابونُ محجرُُ / وعاءاتُ قديمة/
عطور يابسة
هذه اسطوانة الموسقى
تذكرين معي
حين حطت على أجسادنا اللزجة
رقصنا هنا وهنا
فنمت حشاش الفراغ
على خلايانا
قالوا
عشنا هنا من الف عام
قال شيخ المسجد ابنوا عليهم قبلة
اظنهم أولياء
هل نحن أولياء يا روحي؟
كنا نتعايش على رائحة الخشب العتيق
وإذا أنسكب الليل
نطلع إلى الغرف الوسيعة
قالوا:
أنجبنا أغنيات لم يسمعها أحد
وذبنا حتى العظام
نستنا شمس يناير
وزجاجات غير معروفة المصدر
انظري من هذه النافذة
كبرت شجرتي الوحيدة
وكبرت بنات الزقاق
هذا هو الولد (سعيد أبو ليله)
ما له أمتلأ بهذا الشكل!!
هل تزوج (صباح) بائعة الجرائد؟
علينا أن نخرج
عينين ترابيتين ..
فى إطار معلقٍ خلف الستائر الرمادية
(لست أعرف عما إذا كانت هذه
الصورة لأبي أو لعزيزٍ يشبهني)
قالوا
نسيناهم لعدم الخروج.


أحمد دياب
الهجرة الى الغرف الوسيعة



4

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى