عبدالناصر الجوهري - يتَّبِعُهُمُ المُتشاعرون

لصاحبِ الفخامةِ ،
الفذِّ ،
الرَّهيبْ
له المنصَّةُ في ثوانٍ جُهِّزتْ
بالورْدِ في الوقتِ العصيبْ
أتباعهُ،
أعوانهُ،
جلاَّسهُ
في أوَّل الصَّفِّ القريبْ
هتافها مِنْ أجلهِ
فلا ترى إلا الحبيبْ
وعنْهُ دومًا لا تغيبْ
لصاحبِ الألقابِ ، والقولِ المُفوَّه ،
المُصيبْ
صولاتهُ،
جولاتهُ،
نشراتهُ،
صالونهُ
أخباره
في الصَّفحة الأولى سينشرها صحافيٌّ
وظنِّي لا يخيبْ
يقيمُ ضجَّةً
على ديوانه الضَّحل المُفبْرك،
العجيبْ
غدًا سيعلن عن جوائز باسمه
والشِّعْرُ مضْيافٌ سيكرم أهْله
وسيستجيبْ
سيتوِّجُ الشُّعراءَ والكُتَّابَ من فوق المنصَّةِ؛
كى يظلَّ هو المصنَّفُ ،
والمُبجَّلُ ،
صاحب الرُّكن المهيبْ
ولكى يسودَ المُنْتدى عند الشُّروقِ ،
أوالمغيبْ
وسيحشد اليوم الصَّعاليكَ الذين أتو إليه
مِنَ البراري ،
والنُّجوع ،
من الصَّعيد،
أو المُنيبْ
وسيحتفي بشواعر الحفْل المُدجَّج ،
بالأنوثةِ،
والكُنافةِ ،
والزَّبيبْ
وحاضرٌ إلقاؤهُ - في النَّاس -
موْعظة الخطيبْ
مثْلي مِنَ الدَّعواتِ ممنوعًا
وغيري تابعًا في ركبه
ومُحبَّبًا ،
ومُؤيِّدًا ،
وليِّنًا كالعندليبْ
والشَّاعرُ الموهوبُ ليس مُكرَّمًا في أهله
ويعيشُ في الوطن العريض..
كما الغريبْ
مثلي سيشقى شِعْرهُ
فصاحبي لا يرتضي إلا التَّملُّق منْطقًا
فلغيره لن يستجيبْ
أنا لستُ تابعكَ المنافقَ ،
والمُضلل ،
والمُريبْ
يا صاحب السِّيادة / الفذِّ / المُثقَّف /
المُلقَّب بالأديبْ
الشِّعْرُ ليس بـ ملْجأٍ
للأثْرياءِ،
وللوجاهة
ليس عرْشًا للتَّخرُّج من دوامٍ،
واسْتراحةَ للمشيبْ
فالشِّعْرُ يرفعُ من يريد لعرْشه
الفصْلُ في الشِّعْرِ القريحةُ...
يا مُغفَّلنا العجيبْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى