محمد بشكار - يَصِلُ الجِسْرُ بِأقْدَامِنَا وَلَا نَصِلْ!.. شعر

يَعْبُر العُمْرُ لَا
يَعْبُرُ الجِسْرُ: هَلْ قَدَرِي
يَا حَيَاهْ
الجَرْيُ أَسْفَلَ
جِسْرِكِ مِنْ حَجَرِ
كَالمِيَاهْ؟
يَعْبُرُ العِطْرُ لَيْتَكِ
إذْ تَتْرُكِينَهُ خَلْفَكِ لَا
تَعْبُرِينْ..
مَا السَّبِيلُ لِرُؤْياكِ عَيْنِي
تُخَاصِمُنِي لَيْسَ يُقْنِعُهَا الوَرْدُ
يَنْبُتُ فِي بَصَرِي
أوْ يَطُولْ؟
هَلْ أَمُدُّ يَدِي أوْ أُحَوِّلُهَا
وَرْدَةً بَيْنَ
كُلِّ الزُّهُورِ كَمَا
لَوْ أُمُدُّ
لِمِقْصَلَةٍ عُنُقِي
وَأُنَادِيكَ يَا قَاطِفِي
خُذْ لَهَا الرُّوحَ
مِنِّي مَعَ السَّيْفِ
مَسْلُولْ!
وَيَعْبُرُ سَاعِي
البَرِيدِ وَلَا تَعْبُرُ
الكَلِمَاتُ وَقَدْ وَجَدَتْ
مُسْتَقَرّاً بِصُنْدُوقِ
قَلْبِيَ، أقْرَأُهَا وَأُعِيدُ
بِنَاءَ حَيَاتِي بِأحْرُفِهَا مَعَ
مَا هَدَّمَتْهُ يَدَايَ!
أنَا اليَوْمَ صِرْتُ
بِقَلْبٍ تَقَاعَدَ
عَنْ كُلِّ شُغْلٍ،
وَيُمْكِنُ أَنْ أتَفَرَّغَ
لِلْحُبِّ بَعْدَ
قَلِيلْ.
غَيْرَ أنِّيَ أحْتَاجُ
وَجْهاً وَجِسْماً جَدِيدَيْنِ.
أُنْقِصُ وَزْنِي وَأُدْخِلُ
بَطْنِي لِيَبْرُزَ
صَدْرِي الَّذِي صَارَ
كَهْفاً وَمِنْ دُونِ
أهْلٍ. وَأَحْتَاجُ نَظَّارَةً
قَدْ تَزِيدُ مِنَ الجَاذِبِيَّةِ فِي
بَصَرِ المُقْلَتَيْنِ
الكَلِيلْ.
وَأُبَيِّضُ أَسْنَانيَ
الصُّفْرَ حَتَّى
تَصِيرَ بِلَوْنِ الحَلِيبِ،
وأَقْلِعُ مِنْ رِئَتَيَّ
الدُّخَانَ لِأَنْفُضَ عَنْ
قُبْلَتِي كُلَّ رَائِحَةٍ تُفْسِدُ
العِطْرَ فِي الشَّفَتَيْنِ: البَنَاتُ
الكَثِيرَاتُ لَا يَكْتَفِينَ
بِحُبٍّ قَلِيلْ.
وَيُحَلِّقْنَ فِي سِرْبِهِنَّ فَلَا
يَكْتَفِينَ بِغَيْرِ عُيُونِ الرِّجَالِ
سَمَاءً بِفَيْءٍ ظَلِيلْ.
أَلْبَنَاتُ
الكَثِيرَاتُ
يَحْتَجْنَ
فِي القَلْبِ
قَلْبَيْنِ
أَوْ
أَرْبَعاً لِيَصِيرَ
لِنَبْضِهِ دَقُّ
الطُّبُولِ،
وَيُرْهِقُهُنَّ
العَلِيلْ.
لَا يَهُمُّ إذَا نَسِيَتْهُ
المَنِيَّةُ أوْ
أدْرَكَتْهُ مُرَاهَقَةٌ
فِي الثَّمَانِينَ، يَعْشَقْنَ
مَنْ لَا يُحَوِّلُ قَلْبَهُ
جَيْباً وَيَكْرَهْنَ
كُلَّ بَخِيلْ!
يَعْبُرُ العُمْرُ، لَا
يَعْبُرُ الجِسْرُ إلَّا بِأقْدَامِنَا،
فَإذَا
وَصَلَ الغَيْمَ، أنْشَأَ
مِنْ ظَهْرِنَا المُنْحَنِي القَوْسَ
فِي فَرَحٍ، ثَمَّ
لَوَّحَ للِطَّيْفِ بَابُ
الرَّحِيلْ

محمد بشكار

(من قصائد الشاعر والاعلامي ومحرر الملحق الثقافي لجريدة العلم الرائدة الاستاذ محمد بشكار المنشورة في ملحق "العلم الثقافي" ليومه الخميس23 يناير 2020)


L’image contient peut-être : 1 personne, texte

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى