مروى بديدة - حلمت بالأحياء جميعا

حلمت بالأحياء جميعا
رأيتهم في مناماتي بكل سذاجتهم و سعادتهم
يطفؤون الأنوار و يشعلونها و يضحكون
يحملون الإبر و الحبال و أشياء حادة و سميكة أخرى
كل يعذب الآخر على طريقته
و يسمون ذلك حبا.... و كراهية و ضغائن و ألفاظ كثيرة لا تشبه بعضها في النطق و لكنها بالقسوة ذاتها.
حلمت بالأموات جميعا
رأيتهم في مناماتي بكل أكفانهم و دموعهم قبل أن تأويهم الأضرحة و يهدؤون في الأبدية الساحرة
رأيتهم بعريهم و نشاطاتهم اليومية التي اختلفت كثيرا عن حياتهم السابقة ...
يشغلهم نضج الثمار في الغابات الواسعة و جريان الماء في نهر كريستالي ...
خمدت تلك النار في عيونهم ....خمد الشر و شفي جميعهم من أمراض ماكرة كانت تأكل أرواحهم و تحولها الى جحيم دنيوي...
طحنهم الندم كثيرا و غسلتهم المغفرة
رأيت الأحياء في أحلامي و رأيت الأموات ...
و ذهلت لهول المكائد ...
أحزان البشرية يذهبها الندم ...
و لكن الأحياء لا يندمون و لا الرب راض عنهم
قبل أن يطلب جميهم الغفران .
و يكفون عن إلحاق الأذية بأنفسم و بأحبابهم و حتى أعدائهم....
الجحيم على الأرض لا سواها .
و بعد فوات الأوان يطلبون العفو
ربما مناماتي كاذبة ....
و يهزني الذعر كلما فكرت بالأمر ...
لكن ثمة أمر يدعى "فوات الأوان " و هذا لغز مآسينا . نحن في الحياة و الموت و ما بينهما دائما لا نحسن التصرف فتتوزع فينا الشرور و ننتظر المعجزات و العدل الإلهي ...و يتأجل سرورنا إلى السماوات ...
في يقظتي لا يمكنني رؤية الأشياء ... ثمة أناقة في الأحلام بعيدة عن كل تفسير.
ثمة مشرحة لا تؤلمني حين اغفو و لا يراها سوى النيام بنفوس هشة متدهورة.... تتصلب حالما يستفيقون .
في اليقظة ترعبني الذنوب و الحروب ... و أطلب مغفرة عاجلة و موتا رحيما بدلا عن الذين يرتكبون الخطايا.



مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى