مروى بديدة - أمضي خفيفة مدهشة..

أمضي خفيفة مدهشة
بكعبين عجيبين في قدمي
يحفحف ثوبي و تهزه الريح
غادرت الديار الواسعة الفارغة
حيث كنت في سرير كالأرجوحة
يدوخني النعاس
و أرتعد بلذة الأقراص المنومة
و مكعبات الثلج تبرق في آنية نحاسية
تشويني الحمى و ينعشني الشراب
أمضي خفيفة مدهشة
تركت ظلالي الثقيلة
بين علب الأدوية و جمرات الفاليوم
و الحقن و القنينات الملأى بالسم الشهي
حين كان يباغتني صوت غريب
أحببته في صباي
وقتما كنت أفتح فمي للغناء
و يبدأ الوجع من مقلتي
فتنفلت الدموع و تتجمد في المآقي
و أصير بإشارات ضوئية
أشتعل و أنطفئ في الطوارئ و الحفلات
غادرت حيث الجسر السماوي
بعيدا عن مجزرة يمتهنها أطباء ببدلات بيضاء
و أسلاك كهربائية و مشارط و شاشات مزيفة
يكتبون فيها كلمات مأساوية
كالحب و الإدمان و مضادات الكآبة
بعيدا عن كل هذا غادرت
أرقد الآن في الأعالي الهادئة
حيث ترقد العنادل مقطوعة الألسنة
و الأطفال الذين صرعهم رصاص العدو
جميعنا نغفو في الألوان و الأصابع الحنونة
تحمينا يد ليست كاذبة
تنجينا من كوارث عالم سفلي
أين البشر يبرعون في الأذى و الرفقة السيئة
كل الذين طوقهم الأسى
يسافرون بخفة و يحيطهم نور إلهي
حالما يصلون إلى الأعالي يدكون الخلاص
و يأخذهم الإله العظيم في فسحة سعيدة



مروى بديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى