سعاد الصيد الورفلي - ربيع بطعم البركوكش..

يمين يسار يس يم يس يم……. كان صدى هذه الكلمات يتردد صداه في تلك الساحة الشاسعة وعمّار العسكري البسيط الرتبة بين الجنود يعلو صوته مرددا يس يم ,,,, والآخرون يقولون يسار يمين…
انتصف النهار والشمس رسمت لوحتها على وجهه الصغير بينما ظلت عيناه تركـّـزان النظر على آمر السرية منتظرا كلمة “تفرّقْ”
جاءت تلك الكلمة بعد نفاذ صبر وكلوحة وجه وصفير أمعاء كـأنها تردد الشعار العسكری.
تفرقوا وأخذ عمار يستحثُّ المسير يجر ساقيه المثقلتين بحذاء وزنه يضاعف وزن جسده النحيل ،
دخل بيته ودون أن ينادي كعادته على أم عياله استلقى بكل حمولته على السرير,,, فهو يقوم قبل آذان الفجر ويعود للبيت مع تكبيرات الإقامة لصلاة العصر
غطّ في نوم عميق وبين ثنايا نومه رأى عمار أنه القائد الأعلي للقوات المسلحة، وبين يديه جمله قرارات يتلوها على مسامع القوّاد : القرار رقم1 يرتدي الجنود بدلا مزركشة بألوان الربيع,,, و الأحذية تكون من النوع الفليني الخفيف!
القرار رقم200 ؛ تقوم الطائرات بتوزيع الحلوى والورود من على ارتفاع بسيط حيث يزرعون الفرحة والبسمة في نفوس الأطفال,,, أما الدبابات فلسنا بحاجه إليها لتعود عبر المواني لتلك البلدان التي تصدرها لنا,,,,
لا شيء سوی السلام وليس هناك جندي صغير كلكم أركان.
قام عمار ذعِرا على أصوات مختلطة تقترب شيئا فشيئا مرددة
ارحلْ ,,, ارحل ,,, ,ارحل
دخلت أم العيال محوقلة سألها وهو يعتدل على سريره ما الخطب؟
فردت وهي تناوله ملابس البيت:
الربيع جاء
تنهّد وأشعل سيجارة ثم نفثها قائلا:
مافيش بركوكش* يعبي بطوننا ؟

______________________________________________
* بركوكش: البركوكش: شربة توضع فيها حبات الكسكسي..تطلق في ليبيا على أي طعام يسد الرمق


أعلى