د. عبد العزيز دغيش - فيكَ وفينا.، وفينا وفيكَ

فيكَ وفينا ، وفينا وفيكَ
فينا الكثير مما كان وزال
وكذلك مما كان ولم يزل
وفينا كثير مما لم يكن يوما
فينا ما لا يمكن أن يكون
وفينا ذاك الذي يوشك أن يحل
فيك ما يجعل الكون ممتلئا
بعوالمه حين تكون
وفيك ما تتسع منه الفراغات
كنت ... أم لا تكون
فيك وفينا ذاته ذاته ، لعله
وفيك لعله غير الذي فينا
أهو ما ليس فيك حقا ؟
هو ذاته الذي ليس فينا ؟
أم تراه يختلف فيك وفينا ؟
فينا كأن يقال يمتلئ الوجود فراغا
وفيك يملأ الوجودَ الفراغُ
فيك وجودٌ وفينا فراغُ
لك الفراغ أما الوجود فهو لنا فينا
أو كأن يُشار بأن فيك يتساوى
الوجود والعدم وفينا
لا يستبقي العدمُ حيزا لالكترون
يلتهمُ وجودَه فيك وفينا
في خلاء وخيلاء
يتحرك بعيدا هكذا عقل
يسوق الفناء والعدم فينا
يرى الوجود وهما
لا يقم وزنا لحقائق بوزيترون
ولا لمآلاته منا وعلينا وفينا
يسأل سائل ما فيك وما فينا ؟
ما الذي فيك وفينا
أوجود أم عدم فينا ؟!
تهنا وتاهت المفاهيم
واستدركها الفناء فينا
زمن حطام يعيث فينا
ويقضي على ما كان لنا فينا
على ما اكتسبناه
منذ كنا وكانت الفنون
تغني مُنانا ، تحتفي بالحياة
وترعى المسن والجنين
ومَنْ أدرك الفانين
ترعى ميلادهم وقبورهم
وتحتفي بالعاشقين
مذ كان السؤال والجواب
وكان الحنين عند بداية السؤال
في أول تساؤلات الخلق والانين
مذ أن بدأت المعرفة تتحرى القوانين
أختنق السؤال أُغلِقتْ دائرته
على ما تفتق عنا وفينا
منذ ألفين وألفين ـ عما قبل وعما من بعد
وتبخر دوران الشمس
وفنت السنين منا وفينا
وإنْ دارانا في إكثار عدد السنين
بما أوسع من فناء فينا
عبر أدواته التي حُزناها وبها افنينا
إن أكثر تقديره لأحلامنا .. أو تعمق أكثر
أو إن سلّمَ قليلا
بما كان بعد أو كان قبل
قبل أن يلهينا ويفنينا
بما قبل ألفينه ، لربما أضاف الفين
وفوقها ألفين ولما بعده ألفين فوق ألفين
لعلكم ترونه
بين حين وآخر يستعجله
و يستدرج المعجزات ليوهمنا بألفينه المهينا
معرفتنا لا تبتعد كثيرا عن أنوفنا
عما فعلته الحجارة فينا
هي حيلتنا
تفسر لنا ما يحدث منا وفينا
عما كان يقال وما زال ليقال
عن الفناء والفن والكفن
واضطراب البحر وأشرعة السفين
هل للطلاسم أن تحيي الأرض وتبني المدينة ؟
هيهات أن تأتي الاماني الدفينة
من غير ما فينا
وبغير ما يتراكم فينا
هيهات ففينا كيانات ضنينة
للتقاتل ودق الإسفين

........
عبدالعزيز دغيش في 26 فبراير 019 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى