مصطفي علي الجنايني - مناغشة مع صديقي السريالي في الخلاء بعد هروب العالم..

ها هم الذين لا يأتون
فاذهب لمصافحة سانحة
مد ساعدا من البلاد الخالية إلا من الفاظك الغرائبية
و قصيدتك الحبلي بالضباب الكثيف و براعة النقاد في الصيد
هناك المعتصم الشهم
و قطز المنجل العابر فوق أعناق التتار بصيحة و اسلاماه
و صلاح الدين /
ابراهام لنكولن بلا خوف من عدوي السواد التي تنتقل بالملامسة
يمد إلي العبيد يدا /
جيفارا الذي تكره فيه الملحد
و تحبه بين الحقول كشجرة
حين ينظم الجياع وقفة احتجاجية
و ابن فرناس الذي لمس بين جوانحه من شعاع الشمس مددا
فخان الأرض بجناحين من شمع
مالك واقفا .؟!
................
أمواج ليس لها صوت
تتوالى ضحكات النهر
يلعقها المدي العاري
سرق العالم الرداء و هرب من فيروس الكورونا
ها انا النازل من تل الجسد يا صاحبي
و روحي سمكة طافية فوق الماء
برشاقة أفلتت من مصيدة التسلل
و راوغت لص الموت المنبطح فوق السطح
لتذهب في شغف اللقاء
و تراود المنفيين عن جزر السوسن .
..................
الكورونا شراهة خوف يشتهي العالم يا صاح
يتمطي في مشيته
فيخلع الزحام أعضاءه شلوا شلوا
يحبو في الخلاء ديناصور الحنين
لنا الخلاء
و الفيافي المغسولة بالنداء
و قبلة على ثغر الأميرة
التي تغزل من خيوط الشفق خمار الوجه
و كل الساخطين الذين لا يأتون
روح علي كفوفنا
ريحان على مناكبهم.
...................
روحي في الخدر الكوني خطيئة
لها سيقان من حنين
و أجنحة
و طيف من العصر الذهبي و رائحة
و فوارس
و سنابك تشتهيها و لا تذوقها الدروب
الدروب التي لا تتوب
و مازلت تهذي مع المجذوبين
تخرج معهم حين ينام العالم
تقفزون من شباك بين حرفي مخطوط علي حجر الجبين
تركضون فوق أكوام النبوءات اليابسة
تحت وجوم الغيم
تدبدبون بارواحكم الهاربة بالقميص الأبيض
عسي أن تفتح الحقول اجفانها
و تفيق البتلات من غيبوبة الحلم .

2020 3 6

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى