زكريا شيخ أحمد - فواتُ الأوان.. شعر

سيصادرونَ منكَ حقَّ الكلامِ ؛
لا تقبلْ بذلِكَ مطلقاً .
سيمنحونَكَ مقابلَ ذلِكَ حقَّ الصمتِ ؛
لا تقبلْ ذلِكَ مطلقاً ؛
إرمِ هذا الحقَّ بوجهِهم ؛
إرمِهِ يا صديقي
فالصمتُ مشنقةٌ تبدو في البدايةِ واسعةً تلتفُّ حولَ أعناقِنا
دونَ أنْ نشعرَ ،
مشنقةٌ واسعةٌ لا تلبثُ أنْ تنكمشَ و تضيق
و تبدأَ بالضغطِ على أعناقِنا ،
لنْ نشعرَ بذلِكَ إلا بعدَ فواتِ الأوانِ .

و حينَ يُمنحُ لنا حقُّ الكلامِ بشكلٍ أو بآخرٍ ؛
سيكونُ الأوانُ قدْ فاتَ جداً ؛
عبثاً سنحاولُ الكلامَ .
ستخرجُ كلماتُنا كهمهماتٍ مبهمات ،
سرعانَ ما ستتلاشى دونَ أنْ يسمعَها أحدٌ .
تماماً كتلاشي مطرٍ صيفي .

ستتلاشى كزبدٍ خفيفٍ
دونَ أنْ يلحظَهُ أحدٌ .
و سنعودُ سنعودُ للرضوخِ و قبولِ حقِّ الصمتِ ،
لأنَّنا سنكونُ أدْمنّاهُ و فقدْنا القدرةَ على الكلامِ
و وصلْنا لقناعةٍ راسخةٍ ،
أنَّهْ لا حقَّ لنا سوى الصمتِ .
  • Love
التفاعلات: فاطمة الفلاحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى