لبيبة خمار - حذاء الحب

لبيبة خمار.jpg

تسلحت بكل نصائح الخالات و العمات وبنات الجارات ... كانت تسمعهن في الأمسيات الهادئات يهمسن: " لا تأمني للرجل حتى يقطع صباطو" لم تكن تعي العلاقة الرابطة بين الحب وبين تمزق الحذاء ومع ذلك كانت تطبق نصائحهن بدقة كلما أعجب بها أحد ما .. كانت تنظر إليه بإغراء ودلال وتتركه يمشي وراءها يوميا لمسافات طوال مغدقة عليه بين الفينة والأخرى ابتسامات حانيات ثم تتركه يمشي ويمشي وبعد أن ينضج المشمش... وتزهر أوراق البرتقال وتتساقط التفاحات الناضجات كانت تنظر إلى حذائه وتقول لنفسها: "لم يتمزق بعد .. ليس هو الرجل الموعود " ثم تتركه متتبعة آثار أقدام أخر حتى باتت تمشي منكسة الرأس .
وحينما التقته...هو، من تهرأ حذاؤه وملئت رجلاه بالدماميل كانت تنتظر منه الأكثر : السماء بأنجمها والليل بوعده والبراري باتساعها والغابات باخضرارها والقليل من الأمان لكنها لم تحصل إلا على حذاء مهترئ وظل رجل.


د. لبيبة خمار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى