صلاح عبد العزيز - فى المستنقع

أعود أقل انحيازا لمن يسير عكس اتجاهى ماء داكن مثلا كيف هى الحياة بداخله الروائح الكريهة أيضا تلك التى تفرزها طينة فى قاع مستنقع كان - فى الماضى طبعا - ولكن الذكريات نفسها تعيد العالم مجزء كأشواك تين وأنت تمسك بملقط ولا فائدة أعود من الخارج إلى الداخل حاملا جنون تلك العوالم التى تُرى والتى لا تُرى تقابلنى نفسى وأنا المُجزأ فتسلمنى نفسى لنفسى الأخرى وأظل هكذا إلى أن أصل وكلما استرحت فى طريق أظل أتجزأ وأتفتت كماء داكن فى مستنقع الروائح ليست نفسى العليا إنما هى مرحلة وسطى ما بين مادتى وروحى وفى الواقع أننى انجذب فى كل اتجاه تتكرر تلك الصور المادية حتى أننى أنطق أحيانا بلا غلبة مع أن صوتى يصدر من كوكب ويخطو خطوة واحدة إذ أن المعرفة فى الخطوة الأولى تتشكل وأظل أقل انحيازا لنفسى التى تسير عكسى فى المناطق الرمادية تنتقل بوجودك ولا تستطيع أن تتخلص من صورتك الأولى إلى حيث لا تولد ولا تموت كمثل غيمة تمسكها ولا تعرف كيف تسقط وعلى ذلك كل انحطاط من طينتى من ذرة ومن لا شئ فيما اللذات تنكمش وتسقط من شجرة أيامى وكل لذة مرهونة بها فكيف تتركنى وحدى وتسلمنى لنفسى أنا الخائف .

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى