عامر الطيب - في بعض الليالي تذكرتُ أنني أحبكِ

في بعض الليالي تذكرتُ أنني أحبكِ
فقمتُ من فراشي
و صحتُ باسمكِ .
كانت سنوات طويلة تفصلنا ،
كبر خلالها الصغار ،
شوه الرحالة أغلب صفات المدن ،
و غيّرنا بيوتنا أربع مرات على الأقل.
لا أعرف لعلك تصيحين
الآن باسمي أيضاً
أو بإسم رجل آخر.
لا يهم ذلك،
الأهم أننا موجوعون و قد حصلنا
على القدر الكافي من حياة الأشباح !
▪︎▪︎▪︎
قبلات زفافنا ليست مزيفة
لكنها ليست آمنة
لفرط ما يشعر أحدنا بالبهجة
و الذعر
لحظة ما يتصور أن تلك القبل العميقة
ستقوده مباشرة إلى بكاء الأطفال!
▪︎▪︎▪︎
أنني لا أنسى
المطر ولا الرياح
كأنني كلما قرات واجهتُ أحد الأنهار
وجدته شخصاً معذباً لا يَنسى !
▪︎▪︎▪︎
صورني و أنا أطير
ثم وأنا أحط على الماء
ثم وأنا أضحك عارية
بعد ذلك صورني وأنا أندم.
كيف يمكنني ذلك؟
- ثبّت الكاميرا في مكان ما
و تعال نبكي معاً !
▪︎▪︎▪︎
كان لدينا مركب صغير
نعبر منه إلى مكان رغبتنا
فثقبه مراهق طائش
برصاصة
فصرنا أن فكرنا أن نسافرَ
نقول :
يجب أن نصلح المركب أولاً
لعلنا نغرق
في الرحلة
أو ننهار بسبب التخيلات
و لسبب آخر بدا لنا المركب الصغير
مثل الحبِ .
لقد قضى العالم على الوحوش كلها
لكننا خائفون إلى الآن
ثمة كلاب سائبة خلف نهايات الأسبوع!
▪︎▪︎▪︎
وضع الحب لنا العديد من الفخاخ
في المطبخ
سحبنا السكينة فاكتشفنا أنها ملعقة،
شربنا ماءً على الطاولة
فتبين أنه لبن حامض.
كان الحظ ضاراً
حاولنا أن ندور مثل طفلين في الحديقة
إلا أننا وقد أشعلنا المصباح
وجدنا الحياة مسمومة
حيث لا بيوت تتباعد
لا خسارات فادحة
و لا رجال يبكون!
▪︎▪︎▪︎
فضلت جسدك
على الشمس لكنك مشيت
فحاصرنا الغروب جميعاً ..
فضلته على يدي
و كانت تلك أطول أخطائي
فقد طلبت منه أن يغطي عينيَّ
لأنام
و لم يفعل !
▪︎▪︎▪︎
الحرب اشتعلت منذ خمسة أيام ،
قام الجنود ببناء جسور مستعجلة
و حفروا خنادقَ للإطمئنان
فيما تقمص المهاجمون منهم أشكال الشجر .
يحط عصفور على شجرة
فيكتشف أنها رأس جندي منفعل.
و هكذا راحت الحياة تتقطع على شكل مزحة باردة
مع أنني أحبك
كما يتورط أي أحد بكتابة اسمه على الماء،
و حتى عندما فسدتْ الحقيقة
و فسد الكلام الذي نحفظه منذ سنوات
توقعتُ
أن تهدأ الصواريخ لأشتري لحياتنا القادمة
المزيد من الملح!
▪︎▪︎▪︎
هل ستخلص حياتي كما تخلص
قنينة الغاز تماماً ؟
في زمن القحط و إنهيار القطط من الجوع
يتوجب علي أن أهزها
لأحصل على القليل من النار
أما في زمن الدعة
فأسستبدلها بحياة شخص آخر فقط!
▪︎▪︎▪︎
ليس مطرب الأعراس هذا
رجلاً حزيناً
لكنه ثمل و الرجال غالباً
يثملون فيبكون
و ها هو
يستمر بنواحه مخلصاً
كأنه يصيح
يا عين
فتندب معه عينه فقط
ثم يكمل
يا ليل
ليوقظ ليل الأشياء جميعاً !
▪︎▪︎▪︎
كلمة في الشام و كلمة في اليمن ،
أو كلمة في بغداد
و كلمة في الموصل،
أو كلمة في الكوفة
و الأخرى في بابل.
ولدنا قبل ضياع المدن
لنموت بعد ضياع الكلمات

تعليقات

أعلى