نزار حسين راشد - طريق الحياة:إلى كورونا

طريق الحياة":إلى كورونا"
إرحل أنت أولاً
فلا يزال لدي
كلماتٌ لأقولها
حاجاتٌ لأقضيها
ورسائلُ لأوصلَها
أنت تواصل طوافك المحموم
لتشبع نهمك للموت
أما أنا
ّفلا تزال تتقدُّ في
شهوتي للحياة
ورغبتي أن أعُبّ
المزيد من أنفاسها
أن أشّمّ أعرافها
في رؤوس الأزهار
وفي عبق التراب
لا يزال بي رغبةٌ
أن أتسلّق التلال
حتى القمّة
أن أقطع المشوار
حتّى النهاية
أن أتنسّم
أعشاب البر
أقطف زهور الخزامى
لن تسرق أنفاسي
قبل أن
أنطق تلك الكلمات
التي حاكت في صدري
ولم أقلها بعد
أن أطلق الشتائم
على أولئك
الذي يستحقّونها
أو أهمس بكلمات الحُب
للمرأة التي
يمتليء قلبي بحبّها
أن أصرخ
في وجه أولئك
الذين أشعلوني غيظاً
أن أترحّم على أرواح أولئك
الّذين رحلوا
وتركوا لي
مهمّة إكمال الطريق
لن تقطع سيري
قبل أن أبلغ
خطّ النهاية
فللقداسة حرمتها
المعصومة من
مكر المتسللين
لن تتسلّق جداري الخلفي
او تسرق مفاتيح بيتي
لتأخذني
على حين غرّة
إسبقني إلى قبرك
وثق أنّي
لن أتبع خطاك
فقلبي مُعلّقٌ
بحبال الوجود
وأوتاري مشدودة
إلى أصابعه
مخيّلتي متأجّجةٌ بالأحلام
وفي شراييني تسري
حرارة الحياة
سأهزمك
وسأعيشُ حياتي
كأنّي أبدؤها
من جديد
فعد إلى قبرك
واتركني مع خرائطي وخططي
أرسم درب العودة للوطن!
نزار حسين راشد