شيرين غالب - لو كانت ماتزال معشوقتي.. قصة قصيرة

كنت أنظرها - على غير عادتها- صامتة متجهمة، ارتأيت ألا أتدخل فيما لا يعنيني، ولكن كيف؟ كيف لا تعنيني..وهي أنا؟!

وقفت أمامها أستجدي نظرة تبوح بما بها كما كانت تفعل، ولكن على ما يبدو أنها قد عودت عينيها ألا تبوح.

وكأن الأيام قد رسمت أقدارنا بما يتنافى مع دورانها، حملت حقيبتي وأنا أتهادى بخطوتي، ولكن كعادة المرأة عندما يمس الأمر كرامتها فهي لا تتوانى عن وٱد قلبها.
نظرت من خلف نظارتي؛ ألقيت بتحية عابرة، عادت برأسها للخلف وأسلمت جسدها.
لو كانت ما تزال حبيبتي لكنت أخبرها أن لا تستلقي فجسدها ما زال يثيرني

لو كانت ماتزال معشوقتي لكنت أخبرتها أن كتفي تستطيع تحمل ثقل همومها وأن صدري قادر على محو دمعاتها ولكنها لم تعد.. بل لم أعد أنا.

غادرت وفي قلبي ألف سؤال لي وألف لها، حملت أسئلتي وذهبت لها، ربما زارتها الرحمة ولمست قلبها ولكن العجيب أنني تذكرت، فقد كنت أنا من غادرها فكيف يكون الجاني محاميًا لها.

حمدت الله أن صوتي لم يصل لها، استمررت بعملي وعيناي لا تغادر ثغرها.

وفي لحظة سمعت همسًا يصدر ففرحت، فقد شعر بي قلبها، فعدت أبتسم في وجهها، فلمحت زمجرة تخرج منها، وصوت من خلفها يصيح: ألم أقل لك من قبل أن تبتعد عنها وقت حساب ميزانياتها.

نظرت لعقلة الإصبع التي تتحدث وصحت: وما شأني وشأن حساباتها؟
فردت ذات العقلة: يا إلهي! أبي...أعليَ كل يوم أن أذكرك أنه لا مجال للتراجع فما زلت زوجها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى