منتصر عبد الموجود - محض أغنية قديمة.. شعر

كعاشق أحمق
يضع عربة الرغبة
أمام فرس الغرام،
ثم يسوطه
طالبا المستحيل.

ليري الربع قرن
مجرد فاصلة
بين ابتسامتك وحزنه،
بين توهجك بالأمل
وانطفائه باليأس
سيحتاج:
أكثر من معجزة،
وأقل من شهوة،
والكثير من عمل روح
معطوبة بفعل السنين.

بنفس مرارة حلم قديم،
بتفاصيله الضائعة،
بألوانه الباهتة،
بشبحية ظلاله
وانعدام تأويله
هكذا يغمره حضورك!

اليد التي تهشين بها علي أحلامك،
اليد التي تمسحين بها عرق الظهيرة،
اليد قاطفة الثمار
وكاتبة الدروس
كلما تمدينها نحوه للسلام
ذات اليد الجاهلة
تبثه حزنا علي رقة الفراشات
وعمرها القصير.

الوهج الأسود لزينة الكحل
يشق عصا الطاعة
مبدلا وجهة الصباح الخريفي نحو ظهيرة
حيث قرار العودة ثلاثين خطوة للخلف
وسيلتك
لطعن العاشق بكامل الانحناءات المتعمدة،
والنقطة الثقيلة المنطفئة
لعلامة استفهام.

بعد وقت
سيكتشفون أنه لم يكن كما يرونه،
وأنه لم يكن كما يبدو عليه،
وأنه البائس رحل هكذا
بلا أي تصور عن ذاته.

ذرف دمعة
أمام أفق بامتداد البحر،
نزف قطرة دم
عند أسوار مدينة محرمة عليه
وبعد أن سدد نظرة متحسرة
علي أربعة عقود نضاحة بمرارة الصبر
مضي خفيفا كمن سدد ذ لتوه ذ
حساب الأبدية.


.
أعلى