عامر الطيب - أحببتك أولاً ثمّ تبعتني كلماتي.. شعر

أحببتك أولاً ثمّ تبعتني كلماتي
ثمّ تبعني الألمُ
كما لو أننا وجدنا الفجوة الضئيلة
حيث ننسلُ مثل العقارب
في الرمل
ثمّ تبعني سوء الفهم
فالخدعة
فاللعبة
فالمجد
أما وقد بدا حبكِ متشعباً
فيؤسفني أن أدير وجهي منذ هذه اللحظة
لأحبكِ وحدي!

انشغلت امرأة
وهي تتولى إخراج الأرغفة من التنور
كان حبيبها قد قذف بوجهها
كلمة ساخرة و أكمل طريقه إلى الحقل
ما جعلها تستعيد ذلك
وهي تخبز
قالت والدتها
"لقد نسيتِ الخبز مرة ثانية
أيمكنك أن تكوني أكثر انتباهاً "
على أية حال
لم تكن الفتاة متواطئة
لكنها لن تهين مصير الكلمات العابرة من أجل الخبز !

أعلن نفسي ملكاً
على أعصابي
أن تهدأ و أن تبرد و أن تنهار
و بأمري أيضا أن تفعل شيئاً أبشع مما
في حكايات الأبطال :
أن تنهار مرة أخرى!

من المرآة اصطفيتُ نفسي
كانت ملامحي وليست ملامح رجل آخر
مع أن الرجال جميعاً
كانوا يحدقون بالمرايا المحاذية
كنا قد وقفنا جميعاً
لإختيار ضحكات مناسبة
ثم إن إحدى المرايا انكسرت
فلم نسيطر على رغبتنا
كان لا بدّ أن ينكسرَ جانب في هيبة المرء
ليبتكر الضحك !

أجتازُ مسافة عشوائية للتخلص من ظلي،
ظل الإنسان يحرره
فيما ظل الشجرة يمنعها من المشي
لكني استيقظتُ دون أن أخبر أحداً عن الحلم
نظراً لوجود أشجار بلاستيكية
و رجال دمى
يضحّون بغباء
و يحبون كأنهم يأكلون الرغيف مناصفة .
و نظراً لأن الضوء الأخير
انطفأ
و صار على المرء أن يحرق
شيئاً ليراه !

مع أنني رجل
إلا أن مقاعد الخشب تفزعني
مقاعد فارغة
بإنتظار حبيبين صغيرين ،
لقد أنهينا خمس حروب في السنة الأخيرة
لكننا لم نتوسط
لإله الريح
بأن يمسح الغبار القديم عن الكتب !

صدى قادم
من أيام ما كنتُ أُثقلُ على قدمي
من أيام ما توهمتُُ أنني سأطير
و أركل الأشجار
من أيام ما كان العالم لا يتجاوز
كلمتين صغيرتين
يبثهما أي شبح تائه في الأرجاء ..
صدى قادم
من بداياتي
لقد كنتُ أؤمن بالألم
و كانت ثمة حديقة صغيرة للدموع
يقصدها الأطفال إذا ألح عليهم البكاء لسبب ما
لكننا مشينا مقدار عشرين سنة
فاجتزنا الحديقة
و بكينا بإستمرار لكي نصل إلى الآن !

قليل من الفراشات متنَ في الوهج
البقية طفنَ
حول الشمعة
حتى ذابت كاملة
لكننا استطعنا أن نؤلف القصص بعد ذلك
عن الفراشة التي استيقظتْ
وهي لا تعرف
إن كانت إنساناً قد صار فراشة
أو فراشة ظلتْ فراشة
مهما كلّفها الأمر !


عامر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى