ويليام وردزورث - الحاصدة الوحيدة - ت: حسن حجازي

أنظر إليها , وحيدةٌ في حقلها,
بمفردها هناك ابنة التلال !
تحصد وتغني بنفسها ،
تقف هنا أو تمشي في دلال!
تحصدُ وتجمع المحصول بمفردها ,
وتغني في شجنٍ شجيٍ كالموال
إسمع! فالوادي يرددُ شدوها
ناشراً السحرَ في كافةِ الانحاء .
صوتها أكثر عذوبةً من العندليب
في ترانيمه الشجية
للمسافرين للرحل ولكلِ غريب
بين الصحاري العربية :
صوتها أكثر عذوبةً من طائر الكوكو الرخيم
عندما يكسر صمت البحر الوديع
معلناً عن بدء قدوم الربيع
في تلك الجزر النائية .
من يخبرني ماذا تغني ؟
ربما تنسابُ فى كلمات حزينة
أو عن أشياءٍ قديمة
أو معاركٍ من أزمنةٍ بعيدة
أو تشدو بأغنيةٍ بسيطة
مألوفة لأناسٍ بسطاء
أو لأحداثٍ عادية من كدٍ وعناء
أو عن بعض الحزن العفوي ,من خسارة أو ألم
أحداث قد مرت أو ربما يعيدها الزمن
مهما كانت الفكرة لأغنية الغادة الجميلة
حتى لو كانت بلا نهاية
في عملها رأيتها تتغني
في خفةٍ على منجلها تتثنى
أستمعت إليها وأنا مسلوبُ الإرادة
وكلما صعدتُُ بعيداً أعلى التل
أحملُ في قلبى عذوبتها وأظل
أستمعُ لها وأنا عنها بعيد
وسأبقى أتذكرها سعيد .
وقلبي من شدوها سعيد .



- ويليام وردزورث
الحاصدة الوحيدة
The Solitary Reaper


ترجمة
حسن حجازي
* المصدر: من كتاب ( سبعة أعمار للإنسان ) مختارات من الشعر الإنجليزية للعربية
أعلى