عامر الطيب - هل كان حبكِ رملاً

هل كان حبكِ رملاً
في الأصل قبل أن ينضج مثل لون البحر ؟
هل كان جسدك خوف الأسلاف
قبل أن يصير ملكاً لك وحدك
أعرف أنك تحبين
بمبالاة
لكنك تغادرين بلهو و خدعة
أما ما تنتظرينه
فلم يعد سوى ليل معتم
حد أن المرء يركض نحو الإشارات التي
يلمحها
لينسى نفسه !

فراشي لي و بطانيتكَ لكَ
عندما سأبرد سأحتاجك
لكنك ستكون بحاجتي طيلة الأوقات
التي تشعر بأنّ ثمة فجيعة تحرجك
لذلك يفترض أن تحبني
بإمتنان
و أحبك لأكمل نومي !

بعد أن غرقتْ المدينة
بالكامل
نسي رفيق شاذ إخبار رفيقه
بأنّ الماء غطى
أعلى الغرف
ثم شعر بالرأفة الساذجة
فحاول الإتصال مراراً
لكن صوت الغريق على الهاتف كان ميؤوساً منه
مثل صوت امرأة في أبعد المدن عن بغداد !

انقذني يا إله الحب
كما ينقذ الأب ابنه على الصليب
كما يرفعُ الطفل
لعبته عن النار بيدين حذرتين
كما يحدث الآن في بلاد عديدة
حيث يمشي الإنسان مع الحشد
نحو مصيره المؤسف
و يكمل الطريق وحده ليتأكد !

أضمك كما أضم يديّ
فيجرحني شيء، أنتِ لست سوى وصاياك:
لا تذهب لا تعد
لا تستيقظ لا تنم
لا تقعد لا تقف
لا تبق حيا لا تمت
أنني هكذا على حال ملتبس
حتى تختاري لي النهاية التي تناسبني !

فسدتْ الأرض
لكنها لم تعدم أن تكون حياة طيبة في مكان ما،
سيزال كل شيء
ستزال الأنهار و الحقائق و الأشلاء
إلا أن يدي ستظل يدي
و يدك أيضاً
حتى اذا كنا نلوح لبعضنا على سبيل التجربة
سنبكي
طويلاً
على سبيل المثال!

مضت على حبكِ سنوات طويلة
ازدهرتْ بها حياة الكثير
من المدن و اتلفتْ بها العديد من الكتب
و صار على الإنسان
أن يحب نفسه قليلاً ليأكلَ شيئاً .
مؤسفة هذه الكلمات
التي يكتشفها أحدنا
و هو يعتبرها صالحة
لكن ما أنْ تدفعه الحاجة لتمثلها
فإذا هو على وشك أن يؤلف كلمات أخرى!

هل يبدو أنني أحبكِ الآن ؟
و أنا آكل كما تأكل البهائم و أشرب كما تشرب النار
و ما يدفعني لتذكرك
يدفعني للإنشغال بنفسي أيضاً .
هل يبدو أن حياتي تشقُ علي
كأنها مرارة
و أنا أعيش لألتقط الصور التي لا يألفها العالم !

بوسع المرء
تخيل نفسه في عتمة الطريق
و هو يقف كعمود إنارة
لعل الناس سيحسبون أنه يضيء
أو يلتهب ،
لكن ليس لذلك أهمية
فليس من الممكن على أحد
أن يختار نهايته
حتى إذا كان شجرة واحدة
أو صار غابة كاملة،
ليس هناك ما يسر في القادم
أكثر من أن الشجرة
ستصبح كلمات عابرة
أما الغابة فمحض تكرار للكلمات !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى