أحمد ضياء - 5 % نصوص سائلة وأخرى لا تُحِبُّ المواجهة

منذُ بدء الخليقة
اعتاد الله على خلقي بشكلِ دفعات
المرَّة الأولى
وِجدتُ على هيئة شحّاذٍ
أجوب الأرض رافعاً رأسي المنحني
لأجمعَ قوت رمقي الأوّل
المرَّة الثّانية
كنتُ خيّاطاً
أرتّلُ على جثث البواكر
أفعال انتظارنا، مازجاً
الأحلامَ مع حفنةِ إيقونات ناضجةٍ
مودِّعاً رحيق شبابي مع بعضِ القبور.
ضمن الوجبة الثّالثة
مجهولاً، أرفسُ مع كثير من الأوراق
لأفتت أطراس أصابعي من الحبر
المرَّة الّتي لم أعد أذكرها هذه
لكونه ركّبني سناماً على ظهرِ
شمسٍ تأخذ نوافذ نورها منّي
في المرَّة الجّديدة كنتُ فيلسوفاً أخيط ملامح الكتابة فمثلاً
لا يمكن لأيِّ شخص أن يفهم الشّعر بملابسهِ، دائماً عليه أن يتعرّى أمام المرآة ليرى، وأمام القصيدة ليعرف.
المرَّة السّادسة
كنتُ القطة الأخيرة أو ما قبل لعائلتي
أنوء بينهم
أُلاعِبُ أقدامهم
أسهم دائماً في تركيب
علاجات خرفي المنطوية على تفاصيل رحلتي اللاذعة
ثم أذكرُ أنّي قطّة
أرجعُ إلى حالتي أمدُّ أضراسي إلى الخارج
أودّع الفئران في حناجر الأجبان لتأكل
ثم أهمي
في المرَّة السابعة
عاشقاً
أُحاذرُ من قلبي والهوى صعبُ
أو
ضاق صبري في هواكِ تفرداً
لكن لا..
البساطة
جدولُ ماء داخلنا
راح يهزهزهُ عمق التّيار النّاشفْ.
هيَّ خلخالٌ يرطنُ ليلاً في أُذُن الأرض
يقاوم ذلك الرّاعِفُ المتلبّس وجع الإنسان
عندما تستديرُ السّماوات في خصرها
أقف شامخاً لأمسكَ خطوات أيّامنا.
في خلقي الجَّديد
متسائلاً عن الألوان...
الألوان الّتي أكرهها دائماً
لا تحملُ شيئاً منكِ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى