إبراهيم مالك - الفُقَـــــراء.. شعر

إِنتَهَينا من المَعركة
و خَرجنا بِدَمٍ كَذِبٍ
عَلّقناهُ فوقَ وُجوهنا
كما إتّفقنا مع الطّرف الآخر
خَسرنا ما خَسِرنا
من الوَجع و القَتلى
و كسِبنا ما كسبنا
من المال و الذّل
الحربُ فيما بيننا
كِذبتُنا الأُولى
و العدُوّ الذي نُحاربه
كذبتنا الثّانية
أَحرقنا الوطنِ بِمن فيهِ
و خَرَجنا من نَافِذته
لنسكُنَ أوطانًا
صَنعناها من وَرق
البارحة إرتطمتُ بِجثّةٍ رثّةٍ
جثّةُ مُواطنٍ من الدّرجة الثّالثة،
كانت جثّةَ أَبِي
أبي كان جُنديا
خاضَ حروبًا عديدةً
باسمِ شَيخ القَبيلة مرّةً
و مرّة باسم حاكم المَدينة،
أبي قضَى عُمره في خِدمتهم
و بعد نصفِ قرنٍ
أحالوهُ للتّقاعدِ
بعد عَقدٍ واحدٍ من تَقاعده
تخلّصُوا مِنه!
وَغدٌ صَغيرٌ في البَلد
يُصبح مُوظّفًا ساميًا
و غدٌ أكبرَ منهُ
يصبحُ حاكمًا
أمّا الوغدُ الذي
يُشعلُ حربًا أهليةً أو قَبلية
فيُصبح رئيسًا للجُمهورية!
خَرج الفُقراءُ من ذَاكرة الزّمن
و عاشُوا مُعلّقين في ذاكرة المَوت
تزوّج رَجلٌ فَقيرٌ
إمرأةً فقيرةً
و ماتُوا بِداعي البُؤس و المَرض
أُكتُب أحلامكَ على وَرقة
رتّبها حَسب الأولَويةِ
ثمّ أَحرقها،
الآن
أنتَ حُر
دُون قَيدٍ و دون شرطٍ،
يُمكنكَ أن تَحرقَ الوطنَ بمن فِيه
ثُلّةٌ من الأوغَاد
إجتمعُوا البَارحةَ
و أَقامُوا حَفلةً مُوسيقِية
رَقَصُوا على إيقاعِ مَوتِنا و حِرماننا
و بعدَ أن مَارسوا عُهرهُم،
شَربُوا كل الشّمبانيا التي حَرّمُوها علينا
و أَخرجوا خَارطةً للوطن،
تَقاسمُونا بينهُم
ثم باعُونا في سُوقِ نِخاسةٍ
و أطلقُوا رَصاصهم على آخر صَيحةٍ لِلفُقراء.
.
إبراهيم مالك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى