ابراهيم عطية - حذر - قصة قصيرة

بالها من رائعة تلك العواطف المحفوفة بالحذر ، خشية حظك العاثر ، وإحساس يتسرب إليك بعدم الاكتراث ، وأنت تحدثها بكلمات مقتضبة ، منمقة ، استسلمت للصد ،واكتفيت بالوقوف على مشارف الخوف ، أصبحت نهباً للشكوك ، طاش منك الصواب ، وتهاوت إرادتك ، حاولت تخشي خطر الغضب المتربص بعلاقتنا . قد تقدم على مصارحتها بما يجيش في قلبك من عواطف خفاقة نحوها ، لا تقدم على فعلتك مادمت متوجساً ، حتى لا تقع كارثة لم تكن تتوقعها ، تدهمنا بغتة وتجرفنا للهجر دون أن نتأهب له، ودون أن نجد فسحة من الوقت لتفاديه.
حاول ألا تعكر صفو ما بينكما من عواطف جياشة بكثرة الانهماك في التقرب ، أو بالإفراط فيما يصدر عنك من حركات وكلمات ، ولا تحملها أوجاعاً أكثر ، وأكتفي بمداعبة مشاعرها حتى تتهيأ لك ، قد تبوح بإشارة ضمنية إليك ، انتظرها عندما تشعر باحتياجها لك ، ولا تغامر بغزوك عالمها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى