عبد الحميد الصائح - سبـــــايكر .. شعر

ثَمة َخطاٌ ما
يَستدعي إعادة الوجودِ مرة أخرى ..
يَبْداُ الخَطأ
مُنذُ أنْ أوقد َالدليلٌ دماً للقوافلِ .
الدليلُ الذي وَضَعَ النص
وأخبرَنا بما حصل،
نَسِيَ الجِمالَ العائدةَ مِنْ مَسْلخِ الخَلْقِ؛ تُفرِغُ حُمولتَها من صحائفِ الموت :
حينَ يفتكُ بالملائكةِ البرُّ والبحرٌ وسط صمت الدليل؛
واقفاً بينَ تيجانٍ تتفجر؛ وطريقٍ مُحاصرةٍ بالحِرابْ.
هنا تنتهي وظيفةُ الأرضِ،حينَ تُصبِحُ البلادُ بلا دمٍ ولاأوردة ،
مُتورمٌ قلبُها بأحلامِ الموتى،
وأرواحُهم ماتَزالُ تركضُ بينَ البِحارِ وبينَ الغيومْ،
بينَ مستنقعاتِ العقائدِ وفوضى الأناشيدِ وأسلحةِ اللهِ الملفّقةِ ،
نصبوا جنائزَ معلقةً في سماء البلاد. وتوابيتَ مستعملة ًعلى أجنحةِ الذباب.
وتركوك مندهشا ،مطاردا مخذولا ايها الوطن الضعيف ،
الوطن الناقص ،المؤجل كجنّة مقفلة .
فمنَ المؤكّدِ جداً
أنّ هناكَ خطأً ما
الأدوارُ غيرُ موزعةٍ كما ينبغي
والممثلونَ خَرَجوا عن النصِ كثيراً ..
سيعاد انتاجُكَ من البداية .
حلمٌ قديم ،
الهٌ حزين ينفي مسؤوليته عن الحادث ،
لم يَقُلْ مايُقال؛ ولَمْ يُرسِلْ أسْلِحَة ًكما ورد .
.موسيقى الوجود تبدأ مع مشهدِ الأم وهي تَنظرُ الى السحاب ..
يُشْطَبُ مشهدُ الوحوشِ وهي تُراودُ الوَطَن ،
ومشاهدُ تناسلِ القتلِ الأكتروني .
يُشْطَبُ مشهدُ العائدين الى اللهِ قَبْلَ الأوانْ .
وامهات الضحايا يُشْوَيْنَ على صوتِ التَلاوةْ.
يَبْدأ الخَلْق.
موسيقى الماء ..حُلُمٌ غُيرُ مَفْهومْ ..
اللهُ من عَرشِهِ ، حَزينٌ يَنْفي مسؤوليتَه عَنْ الحادثْ،
لم يقل هكذا ..
لم يكلف أحداً بشيء
لم يرسل أسلحةً كما وَرَدْ .
أمٌّ تنظر للسحاب .. موسيقى حزينة
أو حفيف أرواحِ ناجينَ من المجْزَرَة ..
الجنّة تفتح أبوابَها
مباشرة
بَعْدَ إعدامِ الدليلْ
.
8/1/2019


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى