مبارك وساط - تفاصيــل الدهشــة

الأنوار شاحبة على سيقان الليل
الخطى محطمة على بلاط الشوارع
الأمواج ساكنة في جنبات الحدائق
لا شيء تغير
بعد أن هجرت هذه النافذة
حيث يضحك العصفور
هذه الغرفة حيث الماء يحيا ويفكر
والآنية مثقلة بسهادها المعدني
لا تزال نظراتك المنكسرة ورنين أساورك
شالك ولثغتك التي من بنفسج
منثورة على الشراشف المكتظة بذهولك
وفوق المنضدة المبقعة بالحبر
حيث يقهقه بوقاحة
تمثال بوذا المترهل
للأسف لم أستطع أن أبدو يائسا
مثل نشيد ناضب مثل جدول هرمٍ
لأن تفاصيل الدهشة تمت خارج حياتي
لأن أنفاسي تتلعثم في العراء
فيما الثلج يتساقط من سقف الغرفة
ويلعب في حضني كطفل
لا شيء تغير
هيمنة الوزال تسري في المروج البعيدة
والسماء تنثُّ رذاذ الهذيان
وأنت تتخلصين من دمك وتجرين
بين أشجار الشِّربين المريضة
وعلى الأرصفة التي تغص
بعذاب الموسيقى.
كان قوس قزح على كشح هضيم
والزَّبد يكرّر أحلام المحيط
كانت أحلامك تتبعك
وأنت تتلذذين بالهمس وبالكلام
وفي منتصف العبارة تختفين
تاركة همومك الصغيرة على عتبات الفنادق
تاركة طيفك في المرآة
وجهك في بدايات القمح
وثوانيك الزرقاء
في قلب الساعة الذهبي.
لا شيء تغير
رعشتك تنسرب في خروم الدَّنتيلا
خوفك ينسدل على جبيني
وأنا أبتكر سيرةً للورد الذابل
قبل أن أضع يدي على مفتاح العلاقة
ورأسي خارج رواقة البهجة
قبل أن أغمس عيني في لعاب الوسادة
المرصعة بنومك وعطرك
وأنصت لطحالب المستنقعات
وهي تنمو بين ضلوعي
في هذه الغرفة الكئيبة كابتسامة القتيل
حيث الوقت دائما منتصف الليل.
..


( قصيدة من الزمن الرومانسي 😊)
( أوائل ثمانينيات القرن العشرين )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى