كوثر وهبي - هذا الرأس..

هذا الرأس ، قد يصلح أن يكون
خردةً قديمةً .. متكسِّرة
أو صندوقاً محشواً
بذكرياتٍ بائسة ، لا يتسع
حتى لمجرد فكرة جديدةٍ
قد يكون جذراً يابساً
لشجرةٍ أنكرت أوراقها
ذات خريف .. ولاذت بموتها
إذ داهمها شتاءٌ مبكر ..
هذا الرأس .. قد يكون صالحاً
لأي شيء آخر
لكنهُ لن يكون بعد الآن
صالحاً للحياة ، أو للحبّ ..
هل قلتُ لك مرةً ..
إن الحياة تستأنسُ وجوهنا
فتمنحنا كلَّ تلك المرايا العاكسة
على هيئةِ خطايا مخادعة
ل نكشفَ فيها عرينا
الفاحش .. وعمقَ خيباتنا ؟
ها قد فعلت ..!
فيما أنا أُعاينُ ،موتي عن قرب
تخنقني رتابةُ النهارات الغريبة
وليالي المنافي البعيدة ..
فيما أنا وحيدةٌ هنا ..
ينشغلُ الآخرون باصطناع
الأحلام المترفة ..
تلك التي كان لي فيها يوماً
ملاذٌ حميمٌ لأيامي الباردة ..
لا صحبةَ لي في هذا القاع الرطب ..
وحدي أرتِّبُ خيوط الضوءِ على جدرانِ عزلتي
بأصابعي المحترقة ، أشعلُ الليل الأخير
علَّها تأتي نهايةُ الأشياء الحرَّة ..
الحرَّة تماماً ... كريحٍ صاخبة
:::
كوثر وهبي
سوريا ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى