سعيد هادف - شذرات على هامش الثورة

" الثورة التي تجلت في سيدي بوزيد،
تنازعتها الأهواء"


هي ذي، ترتدي التنورة والبرقع،
تتخبط في اللاتجاه..
تاهت على تخوم من زخرف القول
***
الثورة التي اشتعلت في وجه الطاغية
الثورة التي اشتعلت أحلاما في قلوب الثوار
تلك الثورة، ومن فرط ابتلاعها لحبوب الهلوسة،
نسيت وجه الطاغية ووجه الطغيان
هي الآن تلتهم بحرائقها أحلام الثوار
وكانت بردا وسلاما على الطغيان
***
الثورة التي تجلت في شارع مهجور؛
أقصد شارعا هجرته الحضارة،
انقض عليها الرعاع،
السفهاء والغوغاء
وعلى فراش الاغتصاب طرحوها قربانا للطاغية،
طرحوها وهم يرفعون شارة النصر
***
قال القرصان:
راقبوها... راقبوا الثورة
وحَوْلها،
انْصبوا الفخاخ
***
أيتها الثورة...
لا تثريب عليك
الرحلة إلى الحلم الوردي تم تأجيلها
المسافات تبددت
قدماك، أيها الثائر، فارغتان من الخطى
وماضيك يرفض أن يمضي
***
ذلك البلد الذي ثرنا من أجل استرداده موفور الكرامة والحريات،
ذلك الحلم الوردي الذي عشقناه حتى الجنون،
دس فيه القرصان خلايا نائمة من الألغام لا يعرفها الثوار
القرصان وحده يعرف متى يوقظ خلاياه كي تنفجر الألغام بكفاءة عالية،
وينفجر هو ضحكا من غبائها اللامع
القرصان وحده يعرف متى ينزع الفتيل
***
البوعزيزي كان القطرة التي أفاضت كأس الثورة،
والشعرة التي قصمت ظهر النظام، ذلك البعير الذي ظل مطية الأوغاد
الثورة ازدهرت كبستان ياسمين
القرصان الذي يعرف من أين تؤكل كتف الثورة،
يسعى حثيثا لامتلاك الكأس،
وحرق الياسمين،
وإعادة البعير إلى حظيرة الأوغاد.


ـــــــــــــــــــــــ
ملاحظة:
* من ( أنطولوديا شعراء وجدة) من اعداد الشاعر بوعلام دخيسي




61

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى