عباس ريسان - صباح الخير يا إلهي..

ــ 1 ــ
كان عليكَ أن تصرخَ بوجهِ السماءِ
بكلّ ما أوتيتَ من ضياع
كان عليكَ أن لا تأمنَ لإخوتكَ
لحظة اندلاعِ الخوفِ في خيمةِ الغروب
كان عليكَ أن تموتَ قبل حلولِ موتكَ
وتردمَ البئرَ بكلّ ما حملتَ من تراب
بكلِّ ما بالروحِ من شجن
بالترقبِ
بانهمارِ سكاكين الصدفةِ، كما شعرتُ
على ارتعاشِ كُلّي
بانزوائي، كمتسولٍ،
وهروبي كخائفٍ إلى اللا مكان
ها أنا، كما شعرتَ بي أو مثلما رأيتني
ألفُني بجلابيب الحيطةِ والتلفّتِ واللاأدري
باعترافاتِ النبضِ،
وهو يُعلنُ عن بدءِ مضاجعةِ الألوانِ الطافحةِ على وجهي،
بالماءِ حيناً وبالنارِ دفعة خالدة
بصريرِ الريحِ، كأنَّه أقدامٌ تتجحفلُ نحوي
بغيمةِ عينيَّ، يعصرهما التوجسُ في لحظةِ الشرودِ
بكلّ تلكَ العيون التي رأتني
كنتُ أعبرُ القصيدةَ، وجلاً
كناجٍ من مجزرةٍ دامية
كان عليكَ أن تخوضَ حربّكَ بمعزلٍ عن الغبار، وتلفَّ مئزر الهمسِ على رأسِ خطواتكَ وأنتَ تزحفُ إلى النور، حاملاً على جبينكَ دلواً يفيضُ، كلما مرَّت بقربكَ نملةٌ أو سمعتَ صوت
ــ 2 ــ
لن تستطيعَ أن تحلمَ بعد الآن، بأيّ شيء
لأنَّ الربَّ أصدرَ أوامرهُ
بتقطيعِ لياليكَ تباعاً
والصباحات تهرسُ جسدَ الوقتِ
ــ 3 ــ
جثثٌ تطفو
وبارودُ على الضفافِ يسيحُ
قلبُ المنيةِ نابضٌ بإخمادِ أرواحِ العبورِ
بأيّ وجهٍ سيأتي الفراتُ الى أكفّنا
كيف السبيل لإطفاءِ موجهِ ؟
وكلّ هذا الموت يمتطيهِ
ويعلنُ الخراب
ــ 4 ــ
لا شيء هناك
عدمٌ كلّ مُناك
كلّ شيءٍ مثلما كنتَ تراه
ظلمةُ تشتدُّ
وموجٌ قد علاكْ
لا شيء هناك
هو قبرٌ مدَّ ساقيهِ، على طولِ رؤاك
فتدلّى واشتهاك

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى