سلمى الزياني - ابتسامة مريرة

ابتسمت لك اليوم مرات عديدة
لم يتعب فمي من الابتسام
تلك القصيدة التي صلبتني على جدارها
لفظها قلبي من شرخ الأحلام
و استيقظت كي تمنع عنك برد الأوهام
وهما وهما
اكتملت خيباتي الثلاثة
أصبحت عنوانا
و تذكرت
الحقل الذي نسيت طريقه الريح
أشجاره كثيرة
ثماره كثيرة
و وجعه كثير
يحتفظ بتراب نسيه المطر
بينما تفرغ البئر في صدره تنهيدة
و تصرخ
أعمى أعمى
ابتسمت لك اليوم مرات عديدة
بعدد إوراق الشجر المتناثرة
بظلالي المصلوبة على تيه اللامكان
برعشة شفاه شربها الصقيع
تصوم عن الكلام
ابتسمت لك بعدد جثثي المرعوبة
من بياض عتمة مغلوبة
بعدد السنابل الخائفة من المناجل المتهورة
و بلحظات تامة لملل الفصول
أيها الحقل الموجوع
دع التراب يغازل الماء
فهناك بين شجرة و اخرى
تنتظرك نار
باب تهشم رأسه مطارق الربح
و يربت على ظهره مزلاج
أنهكه طرق الغرباء
دع التراب يغازل الماء
فتزهر أصابع يدي سنابل
بدفء نهارك الطويل
تشرق شمسي الغائبة في صدر اليأس
عناقا بعد عناق
لا أعلم كم سابتسم لك بعد الآن
حبة رمل واحدة
لا ألف حبة
نكاية بعتمة كثيفة
وقعت على جناح فراشة
كسرت قلبها الممدد شطر الضوء
أغبطك ايها الحقل
بقيت صامتا فنجوت
قبل أن يغرق النهر صوتك
تلك القصيدة التي صلبتني على جدارها
تصرخ وحيدة
و يرتد صوتها في الفراغ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى