مصطفى نصر - مسائل عجيبة في عالم السياسة والرئاسة

مسائل غريبة وعجيبة تحدث في عالم السياسة والرئاسة – منها:
• إن الوزارات في عصر الرئيس أنور السادات والرئيس حسني مبارك كانت تعين الدكتور بطرس غالي وزير دولة للشئون الخارجية، وتعين آخر وزيرا للخارجية.
ففي وزارة حسني مبارك التي تشكلت يوم الأربعاء 14 أكتوبر 1981 – تم تعيين الدكتور بطرس غالي وزير دولة للشئون الخارجية، بينما تعين كمال حسن علي – نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية، وكان الدكتور بطرس غالي هو الذي يقوم بكل اعباء الوزارة، لكن أمام الرأي العام، لابد من الالتزام بأشياء مستترة، فلا يصح أن يكون مسيحيا وزيرا للخارجية، لأن وزير الخارجية يمثل الدولة في المباحثات والاتفاقيات - وقد أفصح دكتور بطرس غالي عن هذا في كتابه " الطريق الي القدس" , ولم تكن هي المرة الأولي التي يعين فيها وزير دولة , فقد حدث ذلك ايام وزارة ممدوح سالم, وقال انه يقدر الحساسية الطائفية
• يقول دكتور عمرو موسى في مذكراته إن الرئيس السادات رفض تعيين دكتور أسامة الباز وزيرا للخارجية لتواضع ملابسه، رجل بسيط، يحضر المؤتمرات الأدبية، ويشارك الأدباء في مناقشاتهم، حضر معنا مؤتمر أدبي في دمنهور كان برئاسة – صديقه – الدكتور عبد الوهاب المسيري فشارك في فعاليات المؤتمر كأي أديب مشارك في المؤتمر، رجل يقترب من الشعب، يركب الأتوبيس والمترو، ويعيش حياة هادئة، لكن السادة الحكام يريدونه نوعا آخر من الرجال.
• عرض السادات على هيكل بإنه اختار حسني مبارك نائبا له في الحكم، فقال هيكل ولماذا لا تختار شخصية مدنية؟، فأجاب السادات: لأن المعلم – يقصد جمال عبد الناصر- قال إن هذه المرحلة تحتاج لرجل عسكري.
فقال هيكل:
- لماذا حسني مبارك بالذات، لماذا لم تختر الجمسي مثلا؟ فقال: لا، الجمسي فلاح.
والحقيقة إن السادات ومبارك والجمسي- ثلاثتهم - من أصول ريفية، لكن الجمسي كان حادا ومعارضا ويناقش كل شيء، فعندما قامت مظاهرات يناير 77، اتصل به السادات من أسوان، وطلب منه نزول الجيش للشوارع والميايدن، فاشترط عليه الجمسي أن الجيش لا يمكن أن يضرب الشعب، وأيضا سيادتك ترجع في زيادة الأسعار، ووافق السادات.
• حرص حسني مبارك على أن يأخذ معه الدكتور عبد العظيم رمضان – أستاذ التاريخ الحديث - في سفرياته، ليشارك الصحفيين الذين يرافقون الرئيس في سفره، فالدكتور عبد العظيم رمضان شديد الإعجاب بإنجازات مبارك، ويقول عنها:
- إنها محطات، كل محطة تعبر عن انجاز معين، وهي في حاجة لوقفة وتأمل.
فقال الصحفي فيليب جلاب للرئيس:
- أصل الدكتور عبد العظيم رمضان خبير في مسائل المحطات.
فادرك الدكتور عبد العظيم رمضان ما يريد فيليب جلاب قوله للرئيس، فاسرع هو بتبليغه إليه، فقال:
- أصل أنا يا ريس قبل أن احصل على الدكتوراة في التاريخ كنت كمساري أتوبيس.
وتغيرت نظرة مبارك لعبد العظيم رمضان، فامتنع عن دعوته لرحلاته، وكان يتصل بفيليب جلاب ويقول له ضاحكا:
- الدكتور طلع كمساري يا فيليب.
كنت أظن أن سيادة الرئيس سيعجب بكفاح الدكتور، الذي تحدى ظروفه القاسية والتحق بكلية الآداب وهو يعمل كمساري أتوبيس




17

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى