مالك عبدون - كبريت الدم الأحمر

يا من تفرّغ لي رئتي
من هواء الآخرين
وتدخل مذبحة النور
في صدري لأشتعل
أنا الشهيد الذي
خرجتْ من فمه فراشة
وانتحرت في طريقها إليه
فصلت على جنازته
تماثيل نصب الحرية
كل العصافير التي
خضبت ريشها بدمي
الآن
تطير في وسائد الحالمين
ولا تخرج منها
فلا تسألني عن البراق
التي طارت بلا جناحين
وخسرت في مسابقة الأرض رهانها
ولا عن الأنبياء
الذين لم يستطيعوا
أن يقتلوا الحزن في هذا العالم
ولا عن الغيم الذي
غطى السماوات
مثل شحوب الموتى
ولا عن الجمر القديم
في قلوبنا
كيف دفناه بالذكريات والندم
وكيف حملناه على أكتافنا
مثل مطية خذلان متنمرة
ولا عن طفلٍ بائس
من أهل البصرة
دخل في زجاجة فارغة
وصار مولوتوفًا
يشعل نفسهُ
ولا عن النسوة
التي قطعت أثدائهن من الجوع
ورميتها
على رؤوس الجنود
من فوق "المطعم التركي"
لأنك أنتَ الذي تفرغ
رئتي من هواء الآخرين
وأنتَ الذي رميت
لبوذا صابونة الروح
في وحل الغابة
ليغسل فيها وجهه!
وأنتَ الذي جعلت من القمر
في ليل بغداد
يشبه عين القط
فلحمنا الطري
لا يدخل عليه الذباب
ولا ينتفخ
حطت عليه
الجنرالات والشيوخ
ونظفت أسنانها بالمئذنة!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى