مؤمن سمير - الحكمةُ تتمشى من هنا لهناك.. شعر

كانت تسير على مهل
تحمل تاريخها في صندوق عليه صَدَف
تاريخها كله.
و كلما مرت أربع ثوان
تأخذ من الصندوق ابتسامة
تلصقها على وجهها.
القارب أمامها بالضبط.
ستمشي على خط مستقيم
لن " تُحَوِّدَ " هكذا أو هكذا
فتصل إلى قلبه.
على الضفة الأخرى
حفظوا لها حياةً أخرى
قالوا لها برقَّةٍ:
- مدام اعتدال
لابد أن تنسِي بيتك
القديم
البيت المهدم
الذي يُشوه المكان..
صار منفعةً عامة
و لا بد أن تضحي لأجل المجموع..
المجموع
الذي هو أحفادك البررة
الذين رسموا لكِ حياةً رائعة
تناسبك
هم تأكدوا من ذلك.
تناسبك تماماً يا مدام .
هناك أخوة لك
فيهم شَبَه منك و اللهِ-
سيحبونك بالتأكيد
وقد تحبين منهم رجلاً طيباً
لا يزال "ماسك نفسه "
هيا
هيا يا جميلة...
..............
المدام وافقت
هي دائماً توافق.
لكنَّ قلبها
الشيء الوحيد الذي مازال
شقياً
تجرَّأَ وفرضَ شرطاً
شرطاً بسيطاً جداً:
فقط
ألا يبدأوا الهدم إلا
بعد أن تمضي
بعد أن تغيب.
قلوبهم هم
بعثت رياحاً
بحرفيةٍ عالية
فوقع الشجر.
عندما رأت بخلفها
ما كان،
ابتسمت بطبيعية
لأنها توقعت الأمور
ولأن الأبناء
دائماً يخطئون.
لذلك قررت أن تقسو عليهم
بعض القسوة فيه علاج.
ستطلبُ من عمرها
أن يركب قاربهم
ليبتسموا
ثم يأخذ حياتها
برفقٍ
لتبتسم هي...

مؤمن سمير .مصر

ديوان "غاية النشوة " 2002

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى