عبدالجبار الفياض - هروبُ حمورابي.. شعر

بعينٍ واحدة
حتى إذا جنَحتِ السّفينةُ
بتسعٍ وتسعينَ وواحدة
عُصبتْ عيناه. . .
كهفٌ
الأربعونَ
مومياءاتٌ
تأخذُ من الأطفالِ عيونَهم . . .
مئاتٌ مِنْ بابا
عراةً
يدخلونَهُ
بقشيبِ حُلَلٍ
يخرجون
بحقائبَ حُبلى سِفاحاً . . .
اتخموهُ بما اشتهتْ من لذائدَ نفسٌ
بطيبِ شراب
أكلَ السّمكةَ حتى رأسَها . . .
يتعرّى
يسوقونَهُ إلى حيثُ يجلسُ ثملاً
يستلّون من جيبهِ ورقةً عذراء
تُفَضُّ
ولو تباعدتْ عيْنٌ عن عَيْن . . .
لا شفاهَ
تُطبقُ على غيرِ نعم
العِصمةُ بيدٍ
ينتهي عندَها الحرفُ الأخير !
يفيقُ
يتحسّس
بطنهُ أصابَهُ انتفاخٌ
مجذوذاً كذلكَ
تسترُهُ أوراقٌ
بحبرِ فراشاتِ جُزرٍ نائية . . .
عن النّاسِ
يتوارى
خوفَ أنْ يروْا جمجمتَهُ ترقصُ في سوقِ الصّفّارين . . .
يخفي مطرقتَهُ
لا جمهورَ أمامَه
القاعةُ
تغصُّ بالصّمت
بفراغٍ حاشدٍ تضيق . . .
أُشربَ الشّهودُ
أنْ ما رووهُ أطغاثُ أحلامٍ
زَبَداً
خرجَ من فَمٍ
تمرّدتْ حروفُهُ على لسانِه . . .
يخنقُهم انتظارٌ محبوسٌ في قمقم
أْنْ يستردّوا أقدامَهم
ليعودوا
قبلَ أنْ تُقطّعَ أيديهُم
أرجلُهم من خلاف . .
الرّوبُ
يُنزعُ
فالحرارةُ مُرتفعةٌ من سوءِ ما ازدرد !
صورةُ حمورابي
تُقلَب
شافهتِ الجّدار
لقد رحلَ الرّجلُ إلى دولةٍ أوروبيّة. .
الإلهُ شمش
يستفيضُ غيْظاً
بقعٌ سودٌ
تقضمُ ألواحَه. . .
شُريْح
يضربُ بعصاه . . .
يخرجُ السّنهوريّ الكبيرُ من بابٍ خلفيّة . . .
الحاجبُ
ينشُّ الذّبابَ عن جثةٍ مُتفسّخة . . .
كتبٌ
سلبتْ أنفاسَ رفوفٍ عجائز
اللأسماكِ رزقُها
كما فعلَ التَتار ؟
بقي (ما يُقسَمُ به) !!
قائماً بالقِسْط
نظرَ إليه
أُرتجَ عليه
ولّى مُدبراً
لا يُمكنُ لخنزيرٍ أنْ يرى السّماء !
الميزانُ كُرَة !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى