معًا ومعي هنا

معًا ومعي هنا
شعر: علاء نعيم الغول

لأنكِ تعرفينَ البحرَ تقتربينَ مِنِّي
كي تناسبَنا مرايا حجمُها فقطِ
الجدارُ وهكذا نرتاحُ في تأمينِ أكبرِ
فرصةٍ لنرى مدينتَنا الصغيرةَ من هنا
معًا التصقْنا واقفَيْنِ كما التماثيلُ
التي في مدخلِ الميناءِ ننظرُ في
جهاتٍ غير كاملةٍ كم اتسعتْ مدينتُنا
وما زلنا على الطرفِ المُعَبَّدِ
حافلاتٌ شبهُ فارغةٍ وناسٌ يركضونَ وراءَ
أنفسهم كفئرانِ الزنازينِ القديمةِ
والسماءُ هي السماءُ وليس للنهرِ الكثيرُ
من الخياراتِ التي تعطيهِ مُتَّسَعًا
ليجري هادئًا بين البيوتِ لربما هذي
الشوارعُ نفسُها سببُ الحكايةِ والتشظي
والتباعدِ كلما اقتربتْ زوايا الرؤيةِ
اختلفتْ معالمُها سنبقى واقفَيْنِ أمامَ هذا
المشهدِ الممتدِّ مشدودًا كما خيطٌ
من المطاطِ تنهشُنا النوافذُ وهي تُفتَحُ
فجأةً لنرى الغريبَ من الحياةِ وراءَها
في الحبِّ تنقلبُ المدينةُ زهرةٌ تكفي وشيءٌ
من هديلِ حمامةٍ في ساحةِ البيتِ
الصغيرِ وأغنياتٌ تجعلُ الماضي ورائحةَ
الوسائدِ غابةً مفتوحةً فيها لنا كوخٌ
منافذُ للهواءِ ومقعدٌ تشتدُّ رغبتُنا هناكَ إليهِ
والمرآةُ ما زالتْ تبدلُ لونَها وحدودَها
وأنا وأنتِ نراودُ القيثارةَ البيضاءَ عن لحنٍ
يجردُنا من العبثِ الثقيلِ يريحُنا من فكرةٍ
جعلتْ لنا هذي القبائلَ فكرةً أخرى
تعقدتِ الفراغاتُ القليلةُ وارتبكنا هكذا
وتسارعاتْ دقاتُ قلبَيْنا كأنا واقفَيْنِ على صفيحٍ
ساخنٍ هل تقبلين معي الهروبَ لليلةٍ
أو ساعتينِ مسافةٌ ليستْ هنا هيَ حظُّنا الباقي
وفرصتُنا لنسدلَ فوقَ مرآةِ المدينةِ
شاشةً زرقاءَ نرسمها سماءً من جديدْ.
الأربعاء ٢٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى