حسني الإتلاتي - إتلات.. شعر

إتلاتُ يا مدينهً من الدّموعِ
يا سفينةً بلا رجوعْ
ووردةً من التعبْ
..............
عندما كنتُ صغيرًا
لم أتم الخامسةْ
كان لي أم حنون
وأب أسمرُ
يعشق أرضَهُ
ودارَه ُ
وأخٌ مثلى صغيرٌ
لجّ بابَ السادسةْ
......
قبل أن يسبقَ عمري
يتخطي السادسةْ
صنعت أمّيَ لي
بعضَ كيسِ الأسمدةْ
جعبةً
وعبّأتها :
قلما من الرّصاص
وبقايا من ورقْ
يا بُنيّ
ـ وأنا في حجرها ـ
: كن طبيبا كي تداوى المتعبينْ
و الغصون اليابسةْ
................
قبل موت السادسة
قيل لي :
حيث كنا ورفاق ما جنونَ
نزرع الأرض جنونًا
وبيوتا دارسةْ
:إن أمك تحتضر"
لم أكن أدري المماتْ
لم يكن في قريةِ الموتِ طبيبْ
كي يداوى المتعبين
والغصون اليابسة
.....................
ما الذي خلفت لي
غير حفنة من الغناء
غير وابل من الغناء
وبقايا الحلم منى تتلاشى
في فِناءِ المدرسةْ
.....................
ذاتَ يومْ
قال طلاب المدارسْ
:إن هذا شهرُ مارسْ
عيدُ أمّْ ...
)لم يكن لي غير دمعة
وأب لم يبدل الحب القديم
لم يرد يأتي مكان الشمس شمعة
كان ليلتها يعاني ويعاني من ألم
لم يكن معنا نقود
قال لي:
يا بُنيّ
كن طبيبا
كي تداوي المتعبين
والغصون اليابسة)
........................
يا أبي ما تنتظر
كَبُرَ الصغيرْ
لم يكن أبدا طبيبا
كان مثلَكَ للتعبْ
وبقايا من ورقْ
كان مكتوبا من غناء الجامعة
: خصلة الشَّعر التي أهديتنيها
حينما البينُ دعاني بالتعبْ
لم يكن أبدا مكانُ الحبّ فيها
إنما الحبّ لمن ملك الذهبّ
لم يكن أبتاه إلا
مثلَ قريتنا الصغيرة
مثلَ قريتنا الفقيرة
حفنةً من غناء
وكثيرا من تعبْ


# من ديوان نتوءات على جسد نحيل
حسني الإتلاتي 1999

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى