زكريا الشيخ أحمد - ّحكاية روح.. شعر

لو لمْ يطلقِ السائقُ زمورَ سيارتِهِ ؛
لما انتبهْتُ أنّي كنْتُ أسيرُ وسطَ طريق دوليٍّ .
لو لمْ يصطدمْ بي أحدُ المارةِ
لما عرفْتُ أنّي كنْتُ عالقاً وسطَ زحامٍ بشريٍّ .
لو لمْ يُغمَى على إمرأةٍ ألمانيةٍ و تقعْ عليَّ
لما عرفْتُ أنّي في ألمانيا
و أنَّ الفصلَ صيفٌ و الطقسَ حارٌ .
لو توقفْت دقيقةً واحدةً عنِ المشيّ
لإنفجرَتْ روحي
و أنا لا أريدُ لروحيّ أنْ تنفجرَ في مكانٍ فيهِ أحدٌ ،
لهذا ما زلْتُ أمشي باحثاً عنْ مكانٍ
ليسَ فيهِ أحدٌ .
و لكن ما منْ مكانٍ ليسَ فيه أحدٌ .
اشعرُ بغايةِ البؤسِ ،
لأنَّهُ لا مكانَ يريدُ إحتضانَ إنفجارِ روحي .
أسألُ السماءَ ،
أسألُ النجومَ ،
أسأل الأضواءَ ،
أسألُ الظلامَ ،
أسألُ أرواحَ الحجارةِ ،
أسألُ أخيراً روحيّ ،
تصرخُ بي :
" أيَّ مكانٍ أيَّ مكانٍ " .
طالما أنَّه لا مكانَ خالٍ منْ أحدٍ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى