رضا أحمد - ليس الحب من عاداتي.. شعر

ليس الحب من عاداتي
أمر بأصابعي على فمك،
على عينيك
وعلى حافة السكين
أطارد قطتك البدينة
وأدحرج جثتها في قلبك
أخفيها بملء رغبتي في الهرب...
أضع نظرتك الأخيرة بين أسناني
وأترك ذاكرتك تسيل على شفتي
كأسراب النمل
بينما عظامي تذوي
وعلى جدارك العاري أنام.
..

كل ليلٍ اِندَلَقَ على جسدي
فر من عين،
أليس من الجائز أنني عارية تماما؛
عاجزة أن أُقْرِّضُ دموعي لأيقونة
وجثتي لضريح؟
ملامحي بالكاد نظيفة من القتلى؛
تركض في وجهي منذ آلاف السنين
ولا أظافِز تُوقِفها
تحت خربشات بيكاسو
أو عيب صغير في تصميم ملاك.
..

الحب يحفظك آمنا
حتى من قسوتك وعنادي؛
قلبي ثلاجة كبيرة عامرة بغيابك.
..

أعرف البيت من رائحة ضيوفه؛
أدرك أنني أسير داخل عظامك
كما لو كنت ذلك الصمت اللعين
الذي لا يجعلك تجلس مرتاحا
إلى امرأة سواي.
..

للقلب بابان
أحدهما يمشي على أطراف أصابعه
ويربت على كتفك
كضوء حقيقي
أو عبارة اعتذار،
الآخر يقف كقشة في حلقك
حين تصرخ في وحدتك:
أريد كلبا
يغفو على ركبتي
ولا يسألني أين بقاياك.
..

وحده الفم عتمة حالمة؛
أين كلماتك المحبوسة بين ضفتي نهدي
ولكنتك الشائكة في قراءة جذوري
حينما سَقَطْتُ بهدوء في راحة يدك
جريدة تمد مخالبها
إلى صحن النوم
في سريرك؟
..

وحيدان نحن
وما أكثرنا.
..

يدك في يدي
ندفع شجرة نادمة إلى محكمة الأسرة
ونترك إكرامية للعصافير
أو نزرع مقبرة صغيرة في رحم البيت
ونضع منسوبا للدموع وقوانين صارمة للهزيمة
والعودة إلى ساحة الجريمة
عبر الثقة المكسورة
بضحايا جدد
وأماكن محدودة لا تمر بها الذاكرة.
..

أعدك
لن تنتهي أبدا
كدبيب خُفَ وحيد يمر في دار العجزة.
..

النسيان ضل طريقه إلى قبرك
بعد أن فسد اسمك تحت لساني،
مازلت أتذكر كل موسيقى عضت قلبي
على فمك
وتنهد الستائر فوق غرف قلبك الخاوية
أنا أختنق بك
معك
وفيك؛
كل طوفان كان بوسعه
أن يكون سريرا
لولا غواية الغرق.
..

كم يلزمنا من أغنيات حزينة لنشيخ معا؟
..

أريد غرابا يشرب ظلي
حين أموت
وحكاية تخيف كلينا من الفقد،
مسودة أبدية للبحر في عيني،
حراشيف كثيفة لقلبي
وبدلة غطس
في نظرة واحدة
لنقطة عرق تلمع على جبينك.
..

لا أعرف عن الكراهية
سوى بناية ترتفع مكان رئتيّ؛
أنت بالكاد لحم محشور بين أسناني
لدرجة أنني أضع لك ماء
وأعض أصابعي
وأنت جائع.
..

لئلا أصير غبارا يحط على جسدك؛
كل يوم
كنت أشيع جزءا من روحي إلى قفص مظلم
أستيقظ
وأهز القفص بعين مرتاحة
أرقص والقفص يزأر
أركض
والقفص في يدي
لا يسقط منه أحد أعرفه.

رضا احمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى