نبيل يوسف العربي النفيعي - حديث الطين

...... * بينما يمر الفخارون في غيبوبة الهذيان على جسور الليل كظل عابر ، سكارى قد قاءهم التشظي صوب هاوية النهايات البليدة .
* تساقط المزن على جماجم الصخور دونما ري ، فينسكب الهشيم الذي تذروه الرياح .

* ذبل الوقت حين توارى الماء بين ضفاف القوم ، وحين اصفر الرأس ، وشاخ الظهر ، وشاح الطهر مرمر أرض حملت أقمار سماء الكون مذ حل الطين عليها جهولا ، يحمل قدره.

* : يا فخار الظل العابر تشقى
يا فخار الظل العابر تفنى
يبقى بعد فنائي ظلي
- كيف لظل يبقى والظل يحول ؟

* إذ كان الظل لبدر أشرق في الغار لسانا وسماء
فأضاء الدنيا بحروف النور ،
والظل حرف تابع ،
ولسانك حرف متبوع ،
وهشيم الفخار ظل مجنون
وجنون الظل زوال محتوم .

* فاقرأ إن شئت الكون بلا حرف ، وانظر بكتابك كونا منطوقا ، وتهجى خفقان الروح ؛ لتبصرني طينا أدركه النور
فتولى للظل فقيرا يرجوه ، طمعا في ظل الأكبر .

* هل فاق عطاش الفخارين من الهذيان الليلي السكير قبل جفاف القلب ؟ أم حل الران وما فطنوا للري ؟!

الفخارون طين يهذي ،
والطين جهول يحمل قدره
فوق جسور الليل كظل عابر ،
يسقط في هوة ريح سوداء ،
تلتهم الوقت الذابل
تنثره رمادا
يمتد غماما
يحجب وجه سماء الكون إلى حين

ثم ختم الطين حديثه :
* لا تسألوا الريح إن مرت على مدين أو سبأ ،
فأهل الكهف ما ضلوا سبيلهم .
٢١ / ٥ / ٢٠٢٠ أبو لؤي النفيعي . مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى