الجنس في الثقافة العربية عمر. ك - بالقرب من امرأة جميلة.. شبق وتاريخ!

في العادة، الجزائري يخجل من ذكر تجاربه العاشقة، مع الجنس الآخر، وإن حصل وتحدّث عنها، فلن تخرج من دائرة العموميات، هذه المرّة، قرّرت أن أقاسم ما عشته، من تجارب، في الأيام الماضية، مع القراء، بكلّ صراحة.. ربما سيجد كلّ واحد من القراء شبها في تجربة له، مع ما عشته، في واحدة من المدن الفرنسية.

تعرّفت على «نينا»، بفضل تطبيق للدردشة على الموبايل، يُساعد المنتسبين إليه، على ملاقاة فتاة، من المحيط الجغرافي القريب، ترغب في التّعارف وفي قضاء أوقات حميمة..

وصلتني رسالة منها، كانت تبدو من صورتها فتاة محايدة، لم تكن لها ملامح مغريّة، لكنها كانت صاحبة الرّسالة الوحيدة التي وصلتني، ونفسي كانت تتوق لمعانقة نفس أخرى..

أخبرتني بأنها تهوى العرب، وحين أمعنت النّظر في ملامحي أعجبها عدم التناسق في ملامح وجهي. إنه أمر غبيّ حقًا أن تتغزّل امرأة بالفوضى التي صنعها الله فيك، وأنا الباحث عن التّفاصيل الدقيقة في الوجه وأنأى بنفسي إن كانت غير مكتلمة ولا تملك أسرار الجمال.

حددنا موعداً للملاقاة، أرسلت لي موقع مكانها عبر تطبيق «جي. بي. آر. أس»، أجبتها: «لا أملك سيارة!»، فردّت: «أنا قادمة، لاصطحابك».

بعد انتظار، لم يدم أكثر من بضع دقائق، لم يزرني فيها ملل، أطلّ وجهها من السّيارة، وهي تقول لي: «يمكنكك الصّعود!».. الصّور دائما خادعة، فلا يمكن للفرنسيات إلا أن يكن جميلات على أرض الواقع.

سألتني عن أصولي، أجبتها أنني جزائري، في عطلة في فرنسا.. تغيّرت ملامح وجهها.. سألتني إن كنت أعرف مدينة (س) من جنوب الجزائر! لم تنتظر إجابة مني وراحت تعبّر لي عن مدى إعجابها بتلك المدينة. «هل زرتها؟» سألتها.

«لم أزرها. لكنها مدينة رائعة، رأيتها في عيني جدي، في دموع جدتي، في صورها التي كانت معلّقة في الحيطان».

وصلنا إلى بيتها، أمام الباب، بدأت تدندن: «سكس!.. سكس!».. احتضنتني بعنف وشهوة كبيرين، وطلبت منّي أن أبثّ فيها بعض دفء الجنوب الصّحراوي، أخبرتني أنها تريد أن تتألّم، لا ترغب في الحبّ، بل تريد أن تتذكّر ألم جدّها حين غادر مدينة (س) بعد الاستقلال (1962)، ذكّرتها أنني لست من مدينة (س)!

«كلكم متشابهون!» قالت، وراحت تكتب على جسدي ما تشتهي.

***

" مدن الجنوب الفرنسي مدن شبقية، لا تشبه الشّمال القاسي، هي مدن تحبّ العرب وتفتح ذراعيها لزوّارها، الجنوب حاضن العاهرات وملاذ المثليين القادمين من الجهة الأخرى من المتوسط.

في الحديقة الكبرى بمدينة «مونبولييه»، لمحت شابّة جميلة، جميلة جدًا، دقّ لها قلبي.. كان يقف أمامها رجلان، الأول عرفت فيما بعد أنه بلغاري والثّاني فرنسي، أسمر من الجزر البعيدة..

الرّجلان يلاحقان الشّابة، التي كانت، في كلّ مرّة، تغيّر مقعدها، قبل أن تتوجّه نحوي.. أثار السّكر كانت بادية عليها.. جلست في مقعد قبالتي، وهي تحاول أن تخبرني أن الرجلان يحاولان استغلال سكرها وممارسة الجنس الجماعي معها.

لم أردّ عليها، وبقيت فقط أتأمل جمال ملامحها.

«قضيت الليل كله في العمل، في حانة، ولا يمكنني الذهاب للمنزل وأنا في هذه الحالة، لذلك قررت أن أرتاح قليلا في الحديقة، لكن ذلك التّافه قبّلني وأنا نائمة، إنه بلغاري» أخبرتني.

تغيّرت نظرتها قليلاً، وسألتني باستغراب: «هل أنت عربي؟!»

أجبتها: «أنا جزائري، من قسنطينة».

فتحت فاها قليلاً وواصلت: «قبل عامين، زرت قسنطينة، كنت دائماً أحلم بأن أزورها، لأنها مدينة أبائي وأجدادي، نحن يهود قسنطينة نحنّ إليها كثيرًا. لكن، حين زرتها لم أفهم سبب كلّ هذا التّعلق بها، هي مدينة عادية لقد صوّروها لنا، من خلال قصص وأغان، على أنها مدينة خيالية».

لم أجد ما أقوله تعليقاً على كلامها، وتركتها تكمل: «هل تعلم بأنني لطالما أردت أن أقاسم سريري مع شخص من قسنطينة؟». كانت تخاطبني بلغة بطيئة، من أثر السّكر الحادّ.

«هناك غابة صغيرة أمام البحيرة، ينام فيها العشّاق. لنذهب إلى هناك» اقترحت عليّ.

لم أتوقّع أنها كانت ستقترح عليّ هذه التّجربة، بذلك الشّكل السّريع، كانت تقبّلني، ثم تغمض عينيها، وتفتحهما بسرعة البرق لتتأكد بأنها تفعل ذلك الأمر الذي حذّرتها منه والدتها. «تجنبي العربي!» هكذا أوصتها.

***

" تعرّفت على «ماريا»، في وسط مدينة تولوز، كانت تلتقط صورًا لنصب يخلد ذكرى أبطال الثّورة الفرنسية، كانت معجبة بجمال المنحوتات، لكنها في الوقت نفسه، كانت تحدّق في اتجاهي، قلت في نفسي لعلها تعتقدني لصا.. سأبتعد من أمامها.. نادتني بصوت رقيق، اهتزت له تخيلاتي الجنسية، وقالت لي: «هل تستطيع أن تشرح لي تاريخ هذه المنحوتات». أجبتها بالنّفي!

«من أين أنت؟» سألتني.

«من الجزائر».

أصول آبائي من الجزائر، من مستغانم تحديداً، أخبرتني.

حدثت نفسي عن سرّ كلّ هذا التّقارب الحاصل بين فرنسا والجزائر.. في الجزائر يتحدّثون عن فرنسا بشكل مبالغ فيه، وفي فرنسا مسكونون بإرثهم في الجزائر..!!

«لم يسبق لي أن زرت مستغانم» قلت لها.

«أنا أيضا لم أزر مستغانم.. والدتي كانت صغيرة حين غادرتها.. كانت تحكي لي خوفها من أن ينتقم منها أحد ما، غداة الاستقلال، لكونها فقط فرنسية».

« كانت الحرب!» قاطعت حديثها.

بعد دردشة طويلة، قررنا أن نمنح ذواتنا فرصة للعناق في بيتها.. فتحت الباب وإذا بابنتها الجميلة التي تبلغ من العمر 16 سنة، تصادفنا مبتسمة، وهي تجلس برفقة حبيبها في غرفة المعيشة.

رحبّت بي الفتاة بابتسامة جميلة، رفقة حبيبها، لكنها صامت عن الابتسام حين علمت أنني من الجزائر.

وجهت والدتها الحديث إليها: «علينا أن نتصالح مع الأمر». أجابت الفتاة المراهقة أن لا تصالح!

في الغرفة، حين احتضنتها بقوة، قلت لها أن التّاريخ مزيّف، في جزء منه، والحقيقة هو ما يجمع بيننا الآن.



بالقرب من امرأة جميلة.. شبق وتاريخ! - نفحة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى