صلاح عبد العزيز - فى النثارات.. شعر

عندما نظرت فى عينيه تبدد العالم
تبدد حتى صار نثارات
كيف تعيش فى النثارات
كيف تجمع تلك النثارات كى تعيش
كى تلمح بهجة آتية أو تشغل حيزا فيها
كيف يكون شكلها فى النثارات
كيف يكون شكلك
أنت بكل ذلك العمر لا شئ
لا إنسان تعرفه فيك
ولا تمر غير النثارات مدومة فى الهواء
الهواء الذى يموت بداخلك
لست إنسانا تماما
لست سوى نثارة تتقاذفها الريح
تمر عبرك النثارات شخصيات وقصائد
وكلمات وحروفا تنفصل عنك
لا تنتمى إليك
هكذا العالم عندما يتفتت
أنت بكل ذلك العمر حلم من نثارات
لموتى حياتهم الثانية بدأت
نعيش مع الموتى فى ذلك العمر
أقرب ما نستطيع
إنهم أكثر حياة من ذى قبل
فى تلك النثارات كانت روحى تجمع جسدى لموت مستديم تعرف مكانا لائقا تعرف حيزا أفضل لمن هم بين حد الحياة وحد الموات لمن ترك الأهل والأصحاب وجلس على الماء فى انتظار شخصه الغائب الفارق بينهما سنوات بينما تتمدد المسافة والذهول والغياب وفقد ما لا تستطيع أن تحتفظ به فى النثارات لا تتجمع سوى الخطايا كل خطيئة بحياة هى خطاياهم تحملها عنهم ليست خطاياك سوى الترقب سوى أن تنتظر وتنتظر وتنتظر .

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى