موسى حوامدة - بومة على شرفة القصيدة

سينقضي الوقت الذي تقضيه البومة على شرفة القصيدة
ويطاردني الهدهدُ كي يُفرٍحَ الوشاة عند مسامرة الموتى
لدي رغبة في التكثيف
والاستعارة
لدي رغبة في نقل صندوق الكناية إلى مخزن الغياب
لدي شهوة لاستعارة بعض السنوات من عمري السابق
وزجها في طحالب النهار الآتي..
لدي حنين لحياة لائقة
ونساء لا يشبهن النساء
وكائنات ليست كالتي أعرف
أما الأشجار فتعجبني كما هي
والطبيعة مكتملة
ربما تنقصها بعض العبقرية
لكنها تكفي لأبتعد عن جنون البحث عن حياة في مجرات نائية.
أحثُّ الكلماتِ على النوح
والنائحاتِ على القُرْب
والغانياتِ على الجَوى

أحثُّ المدينةَ على النسيان
والشاعرَ على التذكّر
والشجرَ على الزهو
والنارَ على السواد.

يشرقُ المساءُ
ويصبح الخريف أرعنَ
مثلَ كمانٍ مأجور
وضائع
انا كمانٌ مهجورٌ وضائع
وعازفي جبانٌ يختفي خلف تل الألم الذي يوجع صدري
يوجع صدري ولا يقول.

بعيدة تلك الليالي الآفلة
بعيدة اكثر من نَفَسٍ يفارق قاتله
وشهقة تحرق فمها
ودموع تجرح عينيها
وامرأة كانت تزف الحكايات للوسن العجيب.

في اللامكان يتضح المكان
في اللازمان يتوهج الزمان
يجلس الماضي
وينطفئ الحاضر
تموت قبائل الخبث
تنزع الغريزة قلادتها
والشهوة ندماءها
وترسلهم الى حانة التأتأة.

يا نديمي الوحيد
يا ندمي الاوحد
دلني على مطلق النعمة
وخصر المجرة
كي أضربه بكاحل أخيل المغدور
وأجرُّ هيكتور المتوحش من أذنيه.

يا نديمي الأوحد
يا ندمي الجديد
سينقضي الوقت الذي تقضيه البومة فوق شرفة النهار
ويتبعني الهدهد كي يفشي سري للطغاة
يا ندمي العنيد
ابتعد عني
لأواصل رحلتي إلى ايثاكا البعيدة



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى