صلاح عبد العزيز - بكاء على طلل.. شعر

أيقنت أن الصحراء لى وطن
وأن الخيمة ملاذى الأخير
وطنى الربع الخراب
وطنى العطش والبئر العميق
وطنى نجم بعيد
والحرب والدماء
ودورة الأمم فى انهيارها
ولا نهاية لبكاء يتيم
البلاقع فى جيبى تتناثر
أينما حللتُ
لا أمدح غير الصخور
معى ناقتى
وأمام باب الخيمة تجرى الرياح
بصوت الدهر وبصوت الموت
وبصوتى دون اختيارٍ
والتجول بلا راحة فى الهجير
وقفتُ على الطلل
وقلت مرثياتى فما أجابنى غير الرملِ
وناقتى تدمع
وخيمتى تنهار
على جدثٍ
رأيتك تمدين يدا ودونها يدى
بين عشب الموت وشجرة الفزع
كنتُ الشاعر الوحيد
يمضغ خيالاته وفى رئتيه البلغم
والنظر الكليل فى الفيافى دونكِ والذئاب
ويدكِ العظمية للترقوة كمشنقة
تدليت منها
أنتظر
حشرجة الموت
لا تأتى
والرياح فى فمى تعوى
إسمعى ما أقوله يا حبيبتى :
أنت الماء والسراب والليالى الخرساء
وبك مات الشاعر
وها أنت تقفين على قبره
تدمعين
وفى تبادل الأماكن
تخلع السماء عينها
تتلعثم اللغة وتصحو
لكنها تُبدل الصور فى المغيب
ما بين الشاعر ونصه
ما بين الشاعر وحبيبته
ما بين الشاعر ووطنه
كل ما يقال لا شئ
فامنحينى هدأة الموت وانصرفى

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى