سلوى اسماعيل - آخر حكايا المنفى..

أنا المغلولة بخيوط الفجر
أتمسك بحبال
شمس آيلة للسقوط
والموت يرسم
آخر وصايا الثلج
على نافذة القيظ
أنا الأسيرة في زنزانة الغربة
أقضم قضبان وحدتي
المكان يضج بالمكان
والهواء شهقة موت
لاشيء يشرق هذا الصباح
الفجر المرهق من ثقل السماء
الشاطئ القلق
المراكب المترنحة من ثمالة الموج
السمك المدعو لوليمة
يقال هناك خلف الأفق
جثث تطفو
بعد أن تخلت عن أحلامها
إنه الهدوء الذي يسبق المخاطرة
بالمكان والزمان
المقاهي المشبعة بعبق
طاولات الصنوبر
وأنامل العشق المنتشية
سقسقات عصافير الحقل
وحيرة الفزاعات
وجع القمح
إنه الهدوء الصاخب
بكاء ضحكة
موت حياة
على كتف غيمة
معلقة منذ أول طلقة
في رحم السلام
حيث كانت مدينتي تغتسل
برذاذ المطر المشبع بأريج الريحان
تطلي جسدها بالبيلون
كي تشد بشرتها الممتلئة بأغاني الفلاحات
بيادر القمح
ليالي الحصاد
سرب ضحكات تقضم خبز التنور
تلعق شذى أنامل جدتي على خد الرغيف
لترسم ملامح آخر حكايا المنفى



119
  • Like
التفاعلات: محمد صابر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى