داوود أحمد التجاني جا - في حضرة الرسول..

توَرطتُ بالتِرحالِ ملء توغُلي
بحضرتِكَ العُليا فكيفَ أعودُ لي
أتُهتُ؟ أم استغشى الهزيعُ مكامني؟
فيا ذاتُ إنْ همَ الضياعُ تبَوصَلي
وعري انبلاجَ الروحِ آنَ اندلاعها
فذي ومضةُ الإلهام وهي تروقُ لي
ستسطعُ من كنهي هواجسُ جمةٌ
تُغرِبني في جسميَ المترهلِ
أغيبُ عن الوعيِ المدانِ بحيرةٍ
إلى موعدٍ منذُ الشرودِ مؤجلِ
يُدوِخُني هذا السَديمُ فكُلَما
تراءى انثنى ضلعي ولم يتحملِ
وشاءتْ مرايا أن تريقُ ملامحي
وتكشِفها للآخرِ المتأملِ
وأنْ أستمدَ النبعَ من كلِ صورةٍ
لطفلٍ بدمعِ الأمهاتِ مبَلَلِ
وها أنا في الناياتِ تفضحُ بُحتي
فداحةَ صوتي كالمجازِ المؤولِ
**
أكابدُ عَلِي أستشفُ رخامةً
من الحقلِ إذ يفشي صداهُ لمنجلِ
ومنْ ليلةٍ في الغارِ إذ ثمَ أُزلفتْ
نبوءةُ أميٍ وآخرِ مُرسلِ
سيَرجعُ مهموما لحضنِ خديجةٍ
ويُلهمهُ ألا يُراع ابنُ نوفلِ
وعَنتْ على بالِ الوجودِ رحابةٌ
وجاستْهُ أضواءٌ تفوقُ تخيلي
ولكنَ كلَ المعتمينَ تَوضحوا
وضاهى بِلالٌ في الدُنوِ له عَليْ
محمدُ واسترخى الضِياءُ بمكة
وشبتْ سواقٍ كيْ ترقَ لسنبُلِ
تنادوا إليهِ مرهفينَ يحفُهم
وفاءٌ تسامَى عن وفاء سموألِ
ولو كان فظا ما استقوا منهُ رحمةً
وما رفَ دمعٌ منهُ للمتسولِ
ويأبى انطباقَ الأخشبينِ على قرى
نفتهُ إلى ليلِ من الشِعبِ ألْيلِ
إلى غارِ ثوْرٍ حيثُ قال لخله:
معي الله لا تحزنْ أساكَ سينجلي
ولاذتْ "ثُنياتُ الوداعِ "بنورهِ
ليُشرقَ مابينَ "الدخولِ فحوملِ"
تداركَ كلَ المسنتينَ ودلهم
على الماءِ فامتاحوهُ دونَ تَذَلُلِ
ينامُ مسجى بالعراءِ وغيرهُ
مسجى بثوبٍ من حريرٍ ومخملِ
محمدُ وانداحتْ من الغيبِ جذوةٌ
ولولاهُ هذا الطينُ لم يتشكلِ
وما التمَ شملُ الآدمية بعدما
تفرق في محض الهباءِ المطولِ
وما انتفض الإنسانُ بعد خنوعهِ
وتطواحهِ في الزيغِ دونَ تمهلِ
**
وقدْ جئتُ من أقصى المناحةِ مثقلا
بأوجاعِ أهلي والأسى المُتنقلِ
وحولي شتائيون كنتُ وعدتهم
سنرنوا إلى نار المجاز لنصطلي
على كاهلي للأرض نصٌ مطاردٌ
ورغمَ الرصاصِ الحيِ لم يترجلِ
ولا أدَعي أني مدحتُ فكلما
تجلى وميضٌ منه بانَ تطفلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى