جبار الكواز - حمامتان.. شعر

١/حمامة :

من أسمال الشظايا
صنعت جناحيها.
ومن دموع الامهات
تعلمت الهديل.
ومن عري الصبية في البرك الآسنة
بدأتْ تنقرُ عباءات الظلام من وجوه الأيامى.
عقودٌ مرّت وهي ترفرف فوق حريق الأغاني.
لا عشّها سافر مع السنونو.
ولا فراخها استوطنوا ممالك الملح.
ظلوا فوق غصن يتيمٍ
يمسكون الريح صلاة.
والنجوم قنباصا.
والغابات مرمى حجر في بحيرة الوهم.
وحين هبطت على مدارج الجوع.
إنفتحت جناحاها لمزيد من مرارات الحصار.
شاهدها صبية نزقون تعرض بيضاتها في سوق ( الحطابات) للبيع.
وتتوسل الجوع ليبتكر رغيفا فوق صبيرة المكدين.
وفي بيتنا ذي السدرة الباكية.
ما زال الملائكة يكفنون اعشاش الطير ليصنعوا زوارق العبور الى الزوال.
وفي آخر اشواط شيخوختها.
التقت بالسيد ( ابرة).
وبــ ( سنمار).
وبــ( الغابات العرجاء).
وبــ( عطيل) و ( الحلاج) و( السهروردي).
ظلت روائح مشانقهم تنير ظلمة منائر ( بغداد).
في فجر اصم.
طارت بجنون.
بعد ان نسيت جناحيها
في صرّة القتلة.
وظلّ كرسيّ الخلافة اعمى بلا ساقين.
ولا ذاكرة تقوده لثقب جديد .
يبتلعه كحبة ( اسبرين)
منتهية الصلاحية…
واخيرا اسمتها الازقة
والعتالون
(حمامة الروح)


٢/حمامة:

لم تكن من رسل ( اليانكي).
لاعيونها زرق.
ولا جناحاها ابيضان.
لا منقارها ( سيف بن ذي يزن).
ولا مخالبها اعشاب جحيم.
لا عيناها لؤلوءتان من متحف ( بغداد).
ولا هديلها مواويل
او مقامات.
ما زالت تبحث عن قبر ( القبنجي) لعله يرشدها عن اسرار مقام ( اللامي).
لم يكن ريشها
من طنافس ( نيشابور)
ولا زرابي ( صنعاء).
إتهمتها الحكومة الفائضة
وزعماء الخطب الهوائية
بـــ ( التجديف).
هي تسأل عن معنى ( التجديف).
وتؤكد قدرتها على نطق ( الشهادتين).
وما زالت تحلق فوق بلادي بلا جناحين .
وبلا ورقة سوابق حمراء.
بلا وقوف في ميدان ( التحرير) او ساحة ( الخلاني).
وبلا عبور على جسر ( الجمهورية) او ( الاحرار).
مرّ فوقها صقرٌ جسورٌ.
فقأ عينيها
ومزق حنجرتها
عنوانا لسفر جديد.
أسمتها امواج ( دجلة)
وذوو القمصان المخططة.
واليتامى.
والمتسولون.
ومتأبطو الكتب.
ومدمنو التدخين.
وقادة الاناشيد.
وباعة قناني الماء.
وموزعو المناشير العلنية.
وعابرو السراط
(حمامة السلام).



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى