أمل الكردفاني-التَّوَجُّه- مسرحية من لوحة واحدة

الشخصيات:
المعلن
صوت المدعي..
صوت رجل
صوت إمرأة
صوت المدعى عليه

المسرح:
خلفية خشبة المسرحة، يجب أن تكون قابلة للتغيير، عبارة عن عمارات شاهقة ذات مداخل متعددة ومرقمة، يفصل بينها زقاقان ضيقان بمدخلهما لافتة تعلن إسميهما، فالزقاق الأول على اليمين يسمى شارع "الضيوف" والثاني على اليسار فشارع "حارة الدببة"، اما تحت العمارات فمحلات تجارية، أقصى اليمين محل ملابس رياضية بلافتة تحمل إسمه "لاكتوز" وأقصى اليسار حلاق "المقص الذهبي"، وبينهما، محلات أخرى أصغر... هذه الخلفية يمكن عكسها، بحيث يكون محل الحلاق أقصى اليمين ومحل الملابس الرياضية أقصى اليسار، كما يكون شارع حارة الدببة على اليسار وشارع الضيوف الى اليمين.. وهكذا.

(يدخل المعلن من يسار المسرح؛ وهو رجل في بداية الستين، يرتدي بدلة صيفية قديمة، وينتعل حذاءً معفراً بالتراب، رأسه أصلع في المنتصف وعلى عينيه نظارة ذات إطار بني من النوع القديم جداً، ويضع ثلاثة أقلام حبر ملونة على جيب جاكيت البدلة الأيسر (قلم ازرق، أخضر، أحمر). يسير بإنحناءة خفيفة إلى الأمام ويبدو مرهقاً، تحت إبطه الأيمن ملف عليه أوراق، وفي كفه الأيسر جوال من الطراز القديم، وهو حين يستعمله في الإتصال أو الإستقبال، يقربه لعينيه بشدة، ويضغط بسبابته على أزراره ضغطة ضغطة.
يسير ببطء وهو يتلفت يمنة ويسرة، باحثاً عن العنوان المطلوب، يرفع الملف ويقربه لعينيه بشدة، ثم يعيده تحت إبطه).
المعلن: شارع الضيوف، قرب محل لاكتوز للملابس الرياضية..شارع الضيوف..شارع الضيوف..شارع الضيوف (يتوقف فجأة) هة!! ها هو.. أليس هو.. (يقترب من الزقاق ويقرب عينيه من اللافتة) هو.. نعم هو .. (يقرب الجوال إلى عينيه، ويضرب على أزراره رقماً رقماً، ثم يقرب الجوال إلى أذنه).. ألو.. ألو.. ألو الو الو...(يصمت) ألو...
صوت من الجوال: ألو..
المعلن: ألو ألو ألو...ألو...ألو..
صوت الجوال: ألو.. نعم ..
المعلن: سينتهي رصيدي..لقد ضيعت رصيدي..ألو..ألو..
صوت الجوال: ألو انا أسمعك...
المعلن: تسمعني؟
صوت الجوال: نعم أسمعك..
المعلن: ولماذا ضيعت لي رصيدي بدون رد؟
صوت الجوال: رددت عليك ولكن أنت من لم يسمعني..
المعلن: اغلق الخط وارجع لي حتى لا ينتهي رصيدي..
صوت الجوال: طيب..
المعلن: (يغلق الخط) اللعنة.. يعطونك ملاليم ويعودون فيسحبونها منك رصيداً من الهاتف...أربعون عاماً وأنا في هذه المحكمة.. منذ العشرين من عمري.. مئات الآلاف من إعلانات الدعاوى سلمتها للخصوم..وحتى الآن مرتبي لا يكفي لشراء سماعة أذن طبية تعينني على السمع.. والأولاد أصبحوا حسرة بدلاً من أن يكونوا قرة أعين..الفتاة أصيبت بمرض نفسي.. والولد سافر إلى الخليج وهو يعمل راعي إبل رغم أنه يحمل شهادة جامعية.. والولد الصغير في السجن..سيقضي عشرة أعوام بعد قتله لشاب آخر في مشاجرة.. وزوجتي توفيت..وأنا أصبت بالسكر والضغط..رغم أنني امشي كثيراً كثيراً... آه.. هل هذه هي الدنيا بالفعل؟ .. الحمد لله على أية حال...(يرن الهاتف) ألو..ألو..
صوت الجوال: ألو.. نعم.. ياعم عبد الفتاح...
المعلن: ألو ألو..
صوت الجوال: ألو.. ألو .. نعم أنا اسمعك..
المعلن: تسمعني؟
صوت الجوال: نعم أسمعك..
المعلن: ولماذا لا ترد؟
صوت الجوال: رددت عليك..
المعلن: طيب طيب.. الآن أنا أمام شارع الضيوف قرب محلات لاكتوز للملابس الرياضية..
صوت الجوال: شارع الضيوف..لاكتوز؟؟ ماهذا؟
المعلن: عنوان خصمك المدعى عليه الذي سأسلمه إعلان الحضور للمحكمة؟
صوت الجوال: ليس ذلك هو العنوان.
المعلن: أليس هذا هو العنوان؟
صوت الجوال: لا يا سيد.. ليس هذا هو العنوان..
المعلن: كيف ذلك؟.. هذا مكتوب على الورقة كما دونها الموظف القضائي نقلاً من عريضة الدعوى...
صوت الجوال: لا لا.. العنوان هو شارع حارة الدببة قرب صالون المقص الذهبي للحلاقة..
المعلن: هذا غير صحيح..
صوت الجوال: إرجع للورقة..
المعلن: (يرفع الملف قرب عينيه ويقرأ) شارع حارة الدببة قرب صالون المقص الذهبي للحلاقة (يسبل يده الحاملة للملف وينظر تجاه الجمهور مشدوهاً) ولكن كيف؟!!! (يعود ويقرأ الملف) شارع حارة الدببة قرب صالون المقص الذهبي للحلاقة...(يتحدث إلى الجوال بخجل) حسنٌ..خطأ بسيط..سأسلم الإعلان للسيد حسين عبد القادر أليس كذلك؟
صوت الجوال: لا يا سيد..حسين هذا توأمه وقد توفى قبل خمس سنوات..ستسلم الإعلان لحسن عبد القادر وليس حسين..
المعلن: ولكن مكتوب في ورقة الإعلان حسين..
صوت الجوال: لا .. مكتوب حسن..حسين أحد الورثة ولكنه توفى..
المعلن: (يرفع الملف ويقربه من عينيه) المدعى عليه حسن عبد القادر..(يتحدث إلى الجوال) حسنٌ..هو حسن وليس حسين..
صوت الجوال: نعم..
المعلن: طيب طيب...(يغلق الهاتف) يتجه إلى شارع حارة الدببة، ويقف أمامه..ثم يجد زر جرس فيضغطه...يأتي صوت من أعلى فيرفع المعلن رأسه)
الصوت من أعلى: نعم.. ماذا تريد؟..
المعلن: أنا محضر من المحكمة وأريد تسليم إعلان بالحضور للسيد حسن عبد القادر...
الصوت من أعلى: تقصد حسين عبد القادر..
المعلن: لا .. حسن عبد القادر..حسين توأمه توفى منذ خمس سنوات..
الصوت من أعلى: من توفى إلى رحمة الله هو حسن وليس حسين..
المعلن: ولكن مكتوب في الإعلان بحسب ما هو مدون في عريضة الدعوى أن المدعى عليه هو حسن عبد القادر..
الصوت من أعلى: إذاً أنت تبحث عن شخص لا أعرفه...
المعلن: كيف لا تعرفه؟
الصوت من أعلى: حسن هذا توفى قبل خمس سنوات..الحي هو توأمه حسين...
المعلن: ولكن ورقة الإعلان مدون فيها (يرفع الورقة إلى عينيه ثم يقرأ) ح..س..ي..ن.. حسين؟!! (يقف مشدوهاً) ولكن كيف؟ كانت حسن..كيف أصبحت حسين؟
الصوت من أعلى: ألم أقل لك...
المعلن: طيب..وأين حسين الآن؟
الصوت من أعلى: لم يأتِ إلى شقته منذ أسابيع يبدو أنه مسافر...
المعلن: ومن أنت؟
الصوت من أعلى: أنا جاره...
المعلن: هل يمكنك تسليمه الإعلان..
الصوت من أعلى: لا.. لا علاقة لي به..
المعلن: (يدون على صورة المحضر بالقلم الأزرق) حضرنا إلى منزل المدعى عليه ولم نجده..ولا يوجد من يستلم الإعلان بدلاً عنه وهذا بتاريخه وبتوقيعي..هة.. (يرفع رأسه) شكراً يا سيد..
الصوت من أعلى: العفو..
المعلن: (يتصل بالخصم) ألو...
صوت الجوال: ألو...
المعلن: ألووو.. ألو ألو..
صوت الجوال: نعم أسمعك..
المعلن: تسمعني؟
صوت الجوال: نعم أسمعك..
المعلن: لماذا لا ترد عليّ بسرعة إذاً؟
صوت الجوال: رددت عليك بسرعة..
المعلن: أنا اخسر رصيد الهاتف بسبب تأخرك في الرد..
صوت الجوال: إغلق الخط..سأعود لك..
المعلن: (يغلق الخط).. لا يبدو العالم حقيقياً أبداً...سأنزل المعاش بعد بضعة أشهر.. ولكن كيف سأتحمل البقاء بلا عمل..وماذا يعني هذا المعاش؟ إنه يعني عدم صلاحيتي لأكون مواطناً منتجاً.. وهل أنا كذلك؟ نهايتي كإنسان؟!! (يرن الهاتف) ألو..
صوت الجوال: أسمعك..
المعلن: عندما تتصل أنت تسمعني بسرعة..على أية حال لم أجد حسين.. أخبرني جاره بأنه سافر ولم يعد بعد..
صوت الجوال: تقصد حسن..
المعلن: دعني أتأكد (يقرأ الورقة) نعم..حسن..هو حسن..
صوت الجوال: وماذا سيحدث في هذه الحالة..
المعلن: في هذه الحالة أثبت عدم وصول الإعلان للخصم وسيقوم القاضي في الجلسة القادمة بالأمر بإلصاق ملصق على باب الشقة..وهكذا سيعتبر ذلك إعلانا قانونياً صحيحاً...
صوت الجوال: حسنٌ.. لا بأس.. جلسة أخرى وتأجيل آخر ليس بالشيء الكثير..
المعلن: عليك أن تكون صبوراً في مراحل التقاضي.. لا شيء يحدث بسرعة..
صوت الجوال: طيب.. سأرسل لك رصيد بالمبلغ المتفق عليه...
المعلن: جيد (يغلق الخط.. ويعود ليخرج من المسرح)..
(ظلام)
(ينقشع الظلام ببطء عن نفس المنظر ولكن كل شيء معكوس، فشارع حارة الدببة على اليسار وشارع الضيوف على اليمين، وكذلك الصالون على اليمين ومحل الملابس الرياضية على اليسار..يدخل المعلن بذات ملابسه، يقف متأملاً العمارات والمحال) .. شيء غريب... حياتي كلها مقلوبة رأساً على عقب... سرت اليوم في طريقي المعتاد من الجنوب إلى الشمال.. لكنني شعرت بأنني أرى المشاهد لأول مرة.. توقفت وسألت الناس..فأخبروني أنني اسير من الشمال إلى الجنوب وليس من الجنوب إلى الشمال.. لم أصدقهم... واصلت في سيري.. حتى التقيت بصديق..فأخبرني بذات ما أخبروني به..عدت أدراجي وتبين لي بالفعل أنني كنت مخطئاً إذ اعتقدت أن الشمال جنوب والجنوب شمال..هل كبرت في السن إلى هذه الدرجة؟!! إنني مرهق جداً... معي الملصق بأمر المحكمة... (يرفع الملف إلى عينيه ويقرأ بصعوبة) شارع حارة الدببة جوار صالون المقص الذهبي للحلاقة المدعى عليه حسن عبد القادر..(يتجه نحو شارع حارة الدببة . يقف أمامه.. يجد زر جرس فيضغط عليه عدة مرات.. يأتي صوت امرأة من أعلى فيرفع رأسه ويخاطبها)..
صوت المرأة: هل طرقت الجرس..
المعلن: نعم ..
صوت المرأة: إسمع.. خذ.. (تنزل سلة عبر حبل) هل ترى ذلك الدكان.. أرجوك إشتري لي منه مرقة دجاج.. النقود في السلة...(تُنزل السلة ببطء)..
المعلن: طيب..(يدخل يده في السلة ويخرج النقود..يغادر المسرح ببطء.. يعود بعدها ويضع مرقة الدجاج وباقي النقود في السلة فتسحبها المرأة)..هل السيد حسن عبد القادر موجود..
صوت المرأة: تقصد حسين...؟
المعلن: (يرفع الملف قرب عينيه ويقرأ بصعوبة) ح..س..ي..ن نعم..حسين عبد القادر..
صوت المرأة: إنه يقطن في الشارع الآخر...
المعلن: أليس هذا هو شارع حارة الدببة؟
صوت المرأة: نعم ولكن حسين في شارع الضيوف..
المعلن: (يرفع الملف ويقرأ بصعوبة) شارع الض..الض..ي..و..ف.. أها..حسنٌ..شكراً لكِ..
صوت المرأة: ولكنك لن تجده..فقد توفى والده قبل أسابيع وسافر إلى الولاية الأخرى..وربما لن يعود قبل شهر.. هكذا أخبرتني زوجته قبل أن يسافروا..
المعلن: أها.. طيب.. شكراً لك..(يتجه نحو شارع الضيوف.. يخرج ملصقاً من الملف ويلصقه على الجدار...ثم يتصل بالجوال) ألو..
صوت الجوال: نعم اسمعك.. اقفل الخط لأرجع واتصل بك..
المعلن: (يقفل الخط) لم أعد أفهم شيئاً في هذا العالم.. أصبحت غريباً فيه.. العالم يتغير بسرعة.. بسرعة رهيبة.. وأنا لا زلت في زمان واحد.. حسن..حسين.. حارة الدببة .. الضيوف.. لاكتوز..المقص الذهبي.. هذا سخيف جداً.. لم أعد أحتمل (يتلقى اتصالاً) ألو..
صوت الجوال: نعم أسمعك..
المعلن: لقد توفى والد حسين...
صوت الجوال: تقصد حسن؟
المعلن: لم يعد مهماً.. المهم أن والد خصمك قد توفى...
صوت الجوال: نعم..أعلم ذلك.. لقد سافرت أنا أيضاً والتقيت بحسن هناك وسوينا القضية..
المعلن: طيب..
صوت الجوال: أشكرك على المجهود وسأرسل لك المبلغ المتفق عليه..
المعلن: طيب.. (يغلق الخط..يعود لشارع حارة الدببة.. يقف ويضغط الجرس، يأتي صوت المرأة)..
صوت المرأة: معلش.. أريد فقط ملحاً .. لقد اكتشفت (تنزل السلة أثناء حديثها) عدم وجود ملح.. تعرف أن الطعام بلا ملح لا يمكن أكله.. أرجوك بعض الملح من الدكان..
المعلن: طيب..(يأخذ النقود من السلة..يتحرك ببطء إلى خارج المسرح يغيب لبرهة ثم يعود ومعه كيس ملح، يضعه على السلة ومعه باقي النقود.. فتجر المرأة الحبل وترتفع السلة ببطء)..
صوت المرأة: شكراً أخي..
المعلن: بل أنا الذي اشكرك يا سيدتي..
صوت المرأة: على أي شيء..
المعلن: أرجو أن لا تعتبريها وقاحة مني إذا قلت أنك جميلة.. جميلة جدا..
صوت المرأة: (تضحك ضحكات متوترة) أشكرك..أشكرك..
المعلن: لقد توفيت زوجتي منذ سنوات...
صوت المرأة: يا للأسف...لها الرحمة..
المعلن: وأنتِ؟
صوت المرأة: لا يصلح هذا الحديث من هنا.. يمكنك الصعود لنتسامر قليلاً..
المعلن: إذا لم يكن هذا يضايقك؟..
صوت المرأة: لا على العكس..(تهمس) فقط..لدينا جارة فضولية.. وأنا أخشى أن تسمعني..
المعلن: أها..حسنٌ...سأصعد حالاً..
(يغادر المسرح من جهة اليمين...ثم يعود بعد ذلك بقليل.. يقف أمام شارع حارة الدببة.. يطرق الجرس) لم أعرف شقتك بالتحديد...(يأتي صوت رجل)
صوت الرجل: نعم.. هل طرقت الجرس؟
المعلن: (بتردد) .. ن.. نعم.. (يتحدث إلى نفسه) ولكن كيف.. في هذه الشقة كانت المرأة وليس الرجل؟
صوت الرجل: كيف يمكنني أن اساعدك؟
المعلن: (يصمت قليلاً).. هل.. هل تعرف منزل حسن عبد القادر؟
صوت الرجل: تقصد حسين عبد القادر..
المعلن: نعم.. أقصد حسين عبد القادر..
صوت الرجل: نعم.. أنا حسين عبد القادر..
المعلن: (يتحدث إلى نفسه) ولكن كيف.. كيف..كيف..
صوت الرجل: ماذا تقول.. لم أسمعك؟
المعلن: أنا محضر من المحكمة ومعي إعلان جلسة في دعوى مدنية مرفوعة ضدك..
صوت الرجل: دعوى مدنية؟
المعلن: نعم..
صوت الرجل: ومن رفعها؟
المعلن: (يرفع الملف ويقرأ بصعوبة) المدعي تاج الدين الحبر...(يرفع صوته) تاج الدين الحبر..
صوت الرجل: (بدهشة) تاج الدين الحبر؟!!
المعلن: نعم..تاج الدين الحبر..
صوت الرجل: ولكن هذا مستحيل..
المعلن: ماذا تقصد؟
صوت الرجل: تاج الدين الحبر توفى قبل ثمانية أعوام.. بعد أن كسبت القضية التي رفعتها أنا ضده مباشرة.. صدر الحكم وبعدها أعلنت المحكمة إفلاسه.. ثم مات بعد أسبوعين أو ثلاثة..
المعلن: أمر غريب حقاً...
صوت الرجل: إقرأ تاريخ الدعوى في إعلانك هذا..
المعلن: (يرفع الملف ويقرأ بصعوبة) إن تاريخها قديم..قديم جداً...
صوت الرجل: أرأيت؟
المعلن: ربما أخطأت.. أو..أن موظف القاضي قد سلمني ملفاً قديماً عن طريق الخطأ..
صوت الرجل: لقد أقلقتني حقاً.. هل رفع تاج الدين قضية ضدي.. ولماذا لم أعلم بها.. وما الذي حدث فيها؟
المعلن: لا أعلم شيئاً...
صوت الرجل: أرجوك إقرأ لي عريضة الدعوى إن لم يكن هذا يزعجك..
المعلن: (بارتباك).. لا.. لا يزعجني (يرفع الملف ويقرأ بصعوبة) إن.. إن المدعي في الحقيقة هو أنت.. أنت وليس تاج الدين.. تاج الدين مدعى عليه..
صوت الرجل: أها.. ألم أقل لك..
المعلن: آه.. كم هذا مخجل.. لا أعرف ماذا ألمَّ بي يا سيد حسن..
صوت الرجل: تقصد حسين.. لا بأس لا بأس.. ربما كنتَ تحتاج لقليل من الراحة فقط..
المعلن: لم أعد أفهم شيئاً يا سيد حسين..
صوت الرجل: تقصد حسن.. لا بأس لا بأس..
المعلن: هل أنا حقاً في هذا العالم؟ هل أنا داخله؟ أم أنا في حلم كبير؟ بت أشك في كل شيء.. هل لدي أبناء بالفعل.. هل زوجتي توفت..أم انني لست متزوجاً.. هل أنا معلن في محكمة حقاً.. لم يعد العالم مفهوماً يا سيد حسين أو حسن.. (يرفع رأسه) سيد حسن..(يصيح منادياً) سيد حسين...سيد حسن... سيد حسين...أين أنت؟... (يسقط الملف من تحت إبطه.. يسقط بعدها جواله من يده اليسرى.. يسير في إتجاه الخروج من الجانب الأيسر للمسرح وهو يغمفم) سيد حسن.. سيد حسين.. سيد حسن.. سيد حسين... سيد..

(ستار)..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى