د. إسراء رفعت - امرأة لكل الأدوار.. شعر

قلبي على امرأة
مرهفة القلب
مشغولة الفكر
تحب الجمال
وتملأ أيامها بالخُلاصة من كل شيء
وتنظر للجانب المستحيل من الأمر
كيما تشد الرحال إليه!

تؤلف نصًّا وتمحوه
تغدو حزينة
حزن الذي ضيّع الروح
في مفترقات الطرق
حائرةً بين درب ودرب

تصعد للمسرح
باب الستار يُزاح
مغمضة العينين
تصغي
لهمس الجماهيرِ
تنظر
لترى..
لا أحد!

وهي مع ذلك تبدأ بالدور
تلعبه
في عقلها رسمت واقعيته منذ زمن
تجلس في مقعدٍ هو ذاته المقعد المترنح في شقتها الصغيرة
توقع أوراقها للعمل
وتجلب كأسًا وتنسى الشراب على المنضدة
تنام لياليها الخمس
كاملة بالخطأ
فتغفو ولم تجل صحنًا
ولم تغتسل
من نهارِ عيون الرجال

وفي آخر الأسبوع تنام بذات الطريقةِ
تنسى طريقة كل النساء
في النوم جانبَ أحبابهن

وتصحو صباحا لتتفقد الفكرةَ هل نضجت في الحُلُم
وتكتب أقصر أقصوصة
ثم تمضي
فيخترع الأدب العربي حقلا
يسميه: أقاصيصُ ذاتِ اليد المشغولةِ
يُدرجه
بهدوءٍ أثناءَ غفوته
فيستيقظ في الجانب الأيسر
من عقل نقاد تلك البلاد

تلعب دورًا جديدا
صعودا
نزولا
من الخشبِ المسرحيّ
تكون
أبًا لطفولتها الماكرة
تتسلل في طيات الأنوثة تفسد نشوتها
في اللقاء الغراميّ
تكون أبًا يمسد إصبع طفلته فتنام
وبعد قليل تغيب الأنوثة نشوانةً
في قبلةٍ لا تدوم

صعودا إلى العرض تأتي
وتحمل أغراضها للبقالةِ
لا وقت كي تفرغ الحاجيات
تؤدي تؤدي
دوارًا يسمونه الدور
عليها لهذا المساء
أن تصلح الضوء
أن تمنع الحنفية من أن تسرِّب
أن تشتري جردلًا آخر لغسيل قميص العمل
ريثما تصلح آلة غسل الملابس
ويَفسد ما لم يستطع أن يصمد بالخارجِ من.. حاجيات البقالة!

تنام وتصحو وتنظر للساعة الثامنة
وتعلم أن النهار تأخر
فتنسى العمل
وتغلق هاتفها
وتصعد للمسرح
ترقد
ببجامتها
حريرية الكمين
تُعد نهاراتِها للمعيشةِ
تسمع معزوفةً حرة من كلامِ قصيدة
تتدلل
تشرب قهوتها
تصغي لمرآتها ثم تضحك من أن عمرا
مضى
وهي بنت الثلاثين لما تزل بنت عشرين عام!

تكتب نصا وتترك تصنيفه للأدب
وتفكر في ناقد أنهى جميع المهمات في النقد
كيف تكون سعادته
بقصائدَ أو قصص أو نصوص تسير على حافة التصنيف لا تنتمي.. سوف تشغله
تنهي الكثير من الحبر
تنظر للتاريخ
فتلفي الكثير من الوقت قد مر
كما مر تاريخنا في شفاه المؤرخ لا كما مر!
نظيفًا
كمنديل بدلته
وقلادته الذهبية تحت ياقته
وقميص القصب
تنهض تحمل أوراقها
تلثمها
بشفاه المغلَّف..
تبعثها بالبريد

ثم تعود
لخفتها في التنقل ما بين دور ودور
حتى يرن الجرس
على الهاتف
صوت رخيم
يستفسر عنها
وعما تُعِد
كآخر لمساتها
للكتاب الجديد!

اسراء رفعت
٢٢ يونيو ٢٠٢٠ - ٣:٥٥

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى